منذ ثلاثة أشهر تحدثنا عن مازوت التدفئة وضرورة أن يتم تأمينه وتوزيعه قبل موعد الشتاء بحيث يكون الناس على استعداد لمواجهة البرد وأن يتخلصوا من عناء الركض والانتظار حتى حصول موجات البرد القارس والدخول في متاهات ودهاليز تأمينه..!
وها نحن دخلنا في فصل الشتاء ولايزال مازوت التدفئة بعيداً عن متناول 75% من الأسر والعائلات في مختلف المدن والمحافظات، منها بسبب تأخر توزيعه خاصة في دمشق وريفها وهناك سبب مباشر آخر يتمثل بعدم قدرة المواطنين على تأمين المبلغ المادي لاسيما أن الأغلبية العظمى ممن يتوفر لديهم هذا المبلغ جاء إما من خلال استدانة أو قرض أو ادخار على حساب حاجيات أساسية أخرى، ومنهم من اشترك في جمعية مع أصدقاء وزملاء وما شابه..
المهم والغريب في الأمر لماذا يتأخر توزيع مازوت التدفئة في كل عام خاصة أن الدفعة الثانية من مخصصات العام الماضي لم توزع وتم ترحيلها إلى دفعة هذا العام الأولى المخصصة بـ200 لتر… ورغم ذلك هناك تأخر وتأخير في التوزيع بالرغم من تأكيد الجهات المعنية بأن الكميات متوافرة… ولكن ما الفائدة …؟!
نحن نعلم بأن الأرياف في معظم المحافظات يداهمها البرد بشكل مفاجئ بعض الشيء، وهي بحاجة إلى تأمين وسائل التدفئة التي يشكل المازوت عمادها الأساسي في ظل تقنين كهربائي لايمكن الاعتماد عليه في عملية التدفئة، من هنا كان لابد أن تقوم الجهات المعنية خاصة شركة محروقات بأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار وتعمد إلى توزيع مازوت التدفئة على الأرياف باكراً… لكن في كل عام تتكرر هذه القضية ونقع في المشكلة ذاتها وينقضي الشتاء والكمية المخصصة للأسرة لاتحصل عليها كاملة إلا 50 بالمئة فقط منها.
وما ينطبق على المازوت ينتقل بفعل التقصير إلى الغاز المنزلي الذي كان يتم الحصول عليه كل 23 يوماً ليضطر المواطن إلى أن ينتظر أكثر من 60 يوماً ليظفر بأسطوانة غاز..!!
نحن فعلياً بحاجة إلى حسن إدارة حتى ولو كان هناك نقص في المادة وهذه الحجة يلجأ إليها المعنيون باستمرار ويبررون تقصيرهم وسوء إدارتهم، حيث إن المادة سواء أكانت غازاً أو مازوتاً وغيرهما متوافرة في السوق السوداء وبكثرة.. كيف؟! ومن أين جاءت…؟!
الغاز ومازوت التدفئة لا يمكن الاستغناء عنهما كما الخبز، فعلينا أن نحسن ونتحمل المسؤولية الوطنية في تأمينهما بشتى الطرق وحسن إدارة توزيعهما..!!
حديث الناس- هزاع عساف