منذ اليوم الأول للحرب العدوانية على سورية حاولت منظومة العدوان بقيادة أميركا الاستثمار بكل شيء، من الاستثمار بالإرهاب إلى الاستثمار بقضية اللاجئين، مروراً بالمتاجرة بحقوق الإنسان ومآسي السوريين، ولم تترك هذه المنظومة الإرهابية عنواناً إلا وقلبت مفاهيمه وضللت العالم بشأنه.
فادعت واشنطن زوراً وبهتاناً حرصها على السوريين وحقوقهم في الوقت الذي كانت تحاصرهم وتجوعهم وتحرق قمحهم وتسرق نفطهم وثرواتهم، ومارست كل أشكال العدوان المباشر وغير المباشر عليهم لتهجيرهم ثم البكاء المزيف على مأساة لجوئهم، وكانت ترى في العقوبات والحصار والمضي بإرهاب (قيصر) ودعم التطرف طريقها إلى تنفيذ مآربها الاستعمارية وأجنداتها المشبوهة.
واليوم يدعي أقطاب منظومة العدوان على السوريين أنهم حريصون كل الحرص على اللاجئين السوريين وعودتهم، ولكن السؤال الذي يلقي بظلاله على مخططاتهم هو: أي حرص هذا الذي يدعونه في الوقت الذي يشددون عقوباتهم وإجراءاتهم القسرية أحادية الجانب ضد السوريين؟ فمن يريد مساعدة السوريين لا يسعى لتفعيل ما يسمى قانون (قيصر) الإرهابي، ومن يريد مساعدتهم لا يصدر أوامره إلى ميليشياته الانفصالية للتضييق على السوريين وتهجيرهم.
إن سورية كانت على الدوام حريصة كل الحرص على عودة مواطنيها إلى أرضهم وقراهم ومدنهم، وهيأت مؤسسات الدولة كل الظروف المناسبة لعودتهم، وفعلت كل ما بوسعها لتحقيق هذا الهدف، ويأتي المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين اليوم ليؤكد هذه البديهية ويؤشر إلى بداية حلّ هذه المسألة الإنسانية وعودة اللاجئين لإعادة إعمار بلدهم، أما منظومة العدوان فلا يروق لها مثل هذه السياسات التي تعيد اللاجئين وتحقق الأمن والاستقرار ولذلك نراها تفعل العكس تماماً أي تعقيد المسألة والاستثمار فيها قدر الإمكان.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير -أحمد حمادة