في الحديث عن سلسلة قضايا لغوية

الثورة أون لاين – ديب علي حسن:

لا أنكر أني من المتابعين لما تصدره الهيئة العامة السورية للكتاب ويجب القول إنها بصراحة تمثل الوجه الحضاري الجميل للنشر في سورية فقد قدمت خلال الحرب العدوانية على سورية آلاف الإصدارات المهمة تاليفاً وترجمة وإبداعاً.
وكانت وستبقى النافذة التي تمدنا بالكثير مما نحتاجه من مؤلفات.
هذا كله ماثل أمام العين لا يمكن أن ينكره أحد ما على مدار الساعة واليوم والعمل ولكنه لا يعني بالضرورة أن ليس ثمة ما يجب أن يقال، وما يقال لا ينقص من قيمة العمل وما تقدمه الهيئة.
سلسلة قضايا لغوية أم استعادة تراث نحوي..؟
اللغة ليست نحواً وصرفاً على الرغم من الأهمية التي يجب أن نوليها للنحو.. اللغة اليوم غير مماحكات القدماء ما بين المدارس النحوية واستعادة مطولاتهم وخلافاتهم واختلافاتهم.
سلسلة قضايا لغوية التي صدر منها إلى الآن أربعون كتيباً.. بعضها على غاية من الأهمية مثل: من صحيح القول وفصيحه… الكتاب الأول.. الكتابة المعاصرة والأساليب الحديثة.. الكتاب الثاني الترجمة المشوهة.. التنمية اللغوية طريق إلى المعاصرة.. من سمات اللغة العربية ولطائفها.. اللغة العربية بين التشدد والتيسير .. اللغة العربية في زمن العولمة.. علامات الترقيم في اللغة العربية.. أقاويل لغوية معاصرة.. توحيد المصطلح.
عناوين مهمة نحتاجها وتقدم للقارىء الكثير مما يحتاجه وتعالج قضايا لغوية يجب أن تحسم.. ولكن على سبيل المثال ما الذي يدعونا اليوم إلى جداول بحور الشعر.. التشبيه الضمني.. أسلوب التضمين.. الإقواء في الشعر.. أثر الصورة الشعرية في البيان شعر طرفة والعباس والأحنف أنموذجاً.. الاستعارة المتوحشة.. تحقيق المعرب في شعر حسان بن ثابت أنموذجاً.. صيغة التفضيل في النقد العربي القديم.. الضرورة الشعرية وما عليها.. مخالفة القياس العروضي في شعر الأعشى مثالاً.

من لا يعرف أن بحور الشعر بكبسة زر يمكن أن يستخرجها من الشابكة.. وما الذي تقدمه دراسة الإقواء اليوم وما الذي يستدعي هذه القضايا التي لم تعد موجودة إلا في التراث؟.
اللغة العربية بنت الحياة ولونها وآلاف القضايا التي نحتاجها اليوم تدعو هذه السلسة التي هي أقرب إلى حلقات بحث أو تلخيص كتب تراثية أن تعمل عليها.. وقد قدمت كتيبات مهمة في هذا اللون كما كتب السيد وخسارة وسليطين وبسام العلي.
آخر هذه الكتيبات كان بعنوان.. ثلاثية الاسم والمسمى والتسمية في الدرس اللغوي قديمه وحديثه.
يقع في ٩٣ صفحة من القطع المتوسط جهد مهم وكبير بذله المؤلف الذي حشد في نهايته أكثر من ٧٦ مصدراً ومرجعاً ركز الكتيب على عكس عنوانه على القديم في الدرس اللغوي وخلافات وآراء النحاة.. حمل الكتيب عنواناً في الدرس اللغوي قديمه وحديثه.. استفاض في القديم ولم يقدم شيئاً من الحديث إلا إذا كان يرى أن خلاصاته وهي مهمة هي الجديد وليس ثمة داع للإشارة إلى جهود علماء اللغة في هذا العصر.
السلسلة مهمة وضرورية لكنها ما زالت في متون كتب التراث.. ربما تهم متخصصين أو مختصين قلة لكنها لا تسد نقصاً في البحث اللغوي ولا تقدم حلولاً وهي كما يقال جزء من بضاعة قديمة يتم تلميعها بوقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى عناوين مهمة حول واقعنا اللغوي.
ولا أدري لماذا تجتمع لجنة التمكين للغة العربية في الهيئة العامة للكتاب ولا تناقش خروج الكثير من هذه العناوين عن مهمتها.
هذا العمل النبيل يجب أن يقوم ويمضي نحو غايته في صون اللغة العربية.
وربما يجب أن أسأل أحد قراء ومحكمي ما يقدم من مخطوطات: كيف نعيد نشر ما نشر آلاف المرات. ومع ذلك تتساءل أنت: ما نفع أن ننشر ما قامت به سورية لخدمة اللغة العربية ومن ضمنه مشروع حماية اللغة العربية الذي قدم للقمة العربية المنعقدة بدمشق عام ٢٠٠٨م وما
هو المشروع الذي حاول الكثيرون من أعداء اللغة العربية طمسه وكان أول مشروع عربي على هذا المستوى من الأهمية.. يضاف إلى ما قدمته سورية قبل وبعد.
لغتنا بحاجة إلى غير هذا وجهود سورية يجب ألا يقال إن الجميع يعرفونها.. بل يجب أن تصل إلى الجميع ومن باب التذكير والضرورة التي ستقولون إنها تحكم إعادة نشر قضايا مماحكات مضى عليها ما مضى.
نحتاج تصويب هذه السلسلة لتعود إلى ألق ما قدمته.. التراث ليس كل شيء.. امشِ في شوارع دمشق أو أي مدينة لترى كيف غدت الأسماء ملوثة بآلاف الرقع.. اللغة هذه تحتاج معالجة قضاياها وليس (بحور الشعر).
ومن باب التذكير..كنا قد كتبنا منذ عامين الكثير من الملاحظات ووصلت نشراً ومباشرة إلى من يعنيه الأمر.. ولكن يبدو أننا جميعاً مشدودون إلى نقطة في الماضي ونغني القادم دون أن نفعل شيئاً.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات