الثورة أون لاين – رشا سلوم:
هي الحرب التي لا تبقي ولا تذر .. بدأت ثقافية واستمرت كذلك ولن نتردد في القول إن الثقافة هي حجر الصد وجداره وهي التي ستكون موضع الحروب كما قال مؤلف كتاب خطاب التواصل ذات يوم.
الحروب ثقافية.. طعام شراب عادات وتقاليد إعلام.. سياحة الخ ..هذه كلها ثقافة الثقافة هي أسلوب الحياة ونمطها..
سورية التي أهدت العالم عصارة الحضارة التنويرية البهية هي في قلب هذه الحرب.. قطعان الذئاب تريد افتراسها لكن ذلك محال لأن جذور الثقافة هي هنا لا تيبس لا تنكسر.
في الكثير من الدراسات التي تناولت الحرب على سورية ثمة كتاب مهم جداً صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب حمل عنوان “الأبعاد الثقافية للحرب على سورية” للأستاذ مالك صقور.
في هذا الكتاب الذي يقع بحدود ال٣٠٠ صفحة يتناول صقور العديد من محاور الحرب الثقافية التي نتعرض لها، من سؤاله المحوري، هل تصلح الثقافة ما أفسدته السياسة، ومن ثم يتحدث عن سلطة القناع والعولمة الثقافية وسؤال يلح، أين الإنسان على هذه الأرض ليصل إلى بطل الزمان والحديث عن ثقافة اللا معنى ويجد المتابع للكتاب بحثاً مهماً بعنوان “صور المثقف” لينتهي الكتاب بالحديث عن الثقافة والمثقفين من عصور الانحطاط الأولى إلى عصر التفكير الإرهابي.
يرى صقور أن الأهم الآن هو الفعل الحقيقي والتنفيذي على أرض الواقع وربط القول بالفعل والبدء بمشروع ثقافي واضح وصريح وسريع وكاشف لمواجهة ظاهرة التوحش والتفكير الإرهابي المتوحش الذي يجتاح المنطقة.
ويخلص إلى القول.. يجب القول أيضاً إن المثقفين السوريين والعرب وعلى الرغم من ضبابية المشهد في البداية كانوا متفقين على مبدأ السيادة الوطنية والحوار تحت سقف الوطن ورفض التدخل الأجنبي.
وهنا يسأل كيف لنا أن نعيد تربية من تحجّرت عقولهم وغسلت أدمغتهم كيف يعاد تأهيلها وكيف تتم تربية الأجيال الشابة وتوجيهها، أليس الدور هنا للكتّاب والمثقفين والمخربين.
يجول الكتاب في عوالم الحرب الثقافية على الوطن العربي كله
وما الذي خطط له الغرب وكيف أعد المؤامرة من خلال وسائل نظن أنها نظيفة لكنها العفن تماماً.. والاستشراق ليس بعيداً عنها يضاف إلى نفاق الكثير ممن يدّعون أنهم مثقفون.
ويشار إلى أن للكاتب مالك صقور أكثر من ٢٠ كتاباً بين الدراسات والإبداع والترجمة، وكتاب الأبعاد الثقافية يتضافر ويتكامل مع كتابه سلطان الكلمة وهو أيضاً عن الهيئة العامة للكتاب بعد الكتاب السابق بعامين.