الثورة اون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
لعل التشاركية بين العرض المسرحي وجمهوره، هي من أكثر سمات مسرح الطفل أهمية، لما ينطوي تحت عنوانها من ميزات فنية، تشكل بمجملها مﻻمح مسرح طفل حقيقي،حمل الحالة الحوارية، والسجال،الفعل ورد الفعل، التفاعل المجدي، البهجة والمرح والفائدة.. من هنا أي عرض يتوجه للطفل، يحمل هذه السمات فإنه يحقق الكثير من القبول عند الطفل والنجاح، وهذا ماترجمه العرض المسرحي (محروس وزهر البان) من تأليف (نور الدين الهاشمي) وإخراح (عبد السﻻم بدوي) على صالة مسرح القباني بدمشق، حيث تطورت أحداث العرض بأسلوب فني، حمل الإبهار للطفل بكل عناصره المسرحية، أما قصته كانت مسلية ومشوقة، ضمت جمهور الاطغال إلى تفاصيلها بامتياز، حيث اعتمد العرض على العربة وفرقتها الجوالة، التي دعت الاطفال الى عالمها للمشاركة مع حكايتها، فمحروس ابن الملك يصاب بالبدانة،يطلب الملك من مستشاره (زعفران) أن يخلصه من المشكلة، فيعجز الأخير، وتقوم ابنته زهر البان بمساعدته، فتقترح أن يشغل محروس بالموسيقى واللعب ،ويبدأ تدريجيا التجاوب والتفاعل، لتنقذه الموسيقى، التي اقتات عليها روحه، فتخلصه من النهم والشراهة،ويبدأ حياته بشكل جديد وجميل، يتخلل كل ذلك الأغاني، التي تضمنت المعاني الجميلة، واحتوت على الاحجيات والمعلومات والألغاز و الأمثال، وذلك بقالب تشويقي،جعلت الطفل المتلقي يساهم في اقتراحات وأفكار، وقد شده العرض إلى عالمه وأحداثه..حول العرض وتفاصيل أخرى خاصة بمسرح الطفل تحدث المخرج عبد السﻻم بدوي قائﻻ:
بما أن علماء النفس قسموا المراحل العمرية للاطفال لثلاثة اقسام، الفئة العمرية الأولى وهي من ٤ سنوات الى ٨ سنوات، والفئة العمرية الثانية من ٨ الى ١٢، والفئة العمرية الثالثة من ١٢ الى ١٦ ، توجهت بهذا العمل الى الفئة العمرية الاولى والثانية، وهم الأكثر خصوبة من حيث تلقي المعلومة، لذلك قدمت لهم هذا العمل بشكل تفاعلي، وهم شركاء في أخذ المعلومة والتفاعل معها ، فكان العرض منسجما مع مستواهم الفكري، حيث أن تفاعلهم مع المشهد، كان بشكل أسرع، لأن الحوار كان متبادلا مابين الممثل والجمهور (الطفل) ،وهذا يعطي نتيجة أسرع في تلقي المعلومة ،وبما أن مسرح الطفل هدفه إيصال الفائدة والمتعة للطفل ،هذان الشرطان إن تحققا في العرض المسرحي، يكون الهدف وصل الى الطفل، ونال العرض استحسانا عنده، لذلك استخدمت في بداية العرض أن يبدأ من الصالة والانتقال به إلى خشبة المسرح، واستخدمت في العرض أسلوب التفاعل، وهذه الطريقة انجع في مسرح الطفل ،لكسر الإيهام في العرض، بحيث يعتبر الطفل نفسه هو الشريك في العرض المسرحي، فهذا الاسلوب يعزز شخصية الطفل ويقويها بامتياز.