يسألنا أطفالنا في كثير من الأحيان أسئلة محرجة جداً، وهو الأمر الذي يُدخلنا كأمهات في متاهات الإجابة تارة، والتمنع والرفض والتهرب تارة أخرى، وهذا ما يؤثر على منظومة الطفل النفسية والسلوكية والجسدية بشكل عام.
وهذه الأسئلة برغم بساطتها وبراءتها، إلا أن الإجابة عليها من قبل الأم وعدم التهرب منها هو أمر في منتهى الأهمية والضرورة، كما أن إقناع الطفل بها من شأنه أن يبني ويُشيد اللبنات الأولى في شخصيته ومنظومته الفكرية والاجتماعية.
فالأم التي تتهرب من أسئلة طفلها بغض النظر عن ماهية وشكل ونوع تلك الأسئلة، سواء أكانت تلك الأسئلة سهلة أم معقدة أم محرجة أم بسيطة جداً، هي أمّ لا تعي خطورة هذا الأمر على مستقبل الطفل الذي يجد نفسه تائهاً في بحور من الظلمات التي خلقتها تلك الأسئلة التي لم يجبه عليها أقرب الناس إليه.
من الأمور الهامة التي يجب أن تتنبه إليها معظم الأمهات أن أسئلة الطفل تعكس ذكاءه وقدرته على محاكاة الأشياء من حوله وإن وأدَ ودفن هذه الأسئلة بداخله سيزرع في وجدانه ونفسيته بذور التشتت والتفكك والتوتر والاضطرابات التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى جملة من الأمراض النفسية.
إن أفضل طريقة للإجابة على أسئلة الطفل هي الوضوح والإقناع ومراعاة أن تكون الإجابة تناسب عمره، فالتهرب من الإجابة أو المماطلة فيها أمر بالغ الخطورة لأنه يثير حفيظة الطفل ويحرضه على طرح أسئلة جديدة، وربما يدفعه إلى البحث عن مصادر أخرى للإجابة ليروي بها ظمأه، وهنا مكمن الخطورة، لأن تلك المصادر المجهولة وغير المعلومة غالباً ربما تقدم له إجابات خاطئة تضعه على مفترق طرق فيغدو ضائعاً بين الحيرة والشك واليقين.
إن احتواء الطفل من قبل الأهل وخاصة من قبل أمه ومواكبته في كل حالاته وتقلباته وأسئلته هو من الأمور الهامة جداً لأن ذلك يمد ويوطد جسور الثقة والأمان بين الأم وطفلها ويجعله أكثر راحة وطمأنينة واستقراراً، وهذا برسم جميع الأمهات اللاتي يجهلن أو يتجاهلن أهمية وخطورة هذا الأمر.
عين المجتمع – فردوس دياب