الثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
في كتابه «حروب قذرة» يروي الصحفي والكاتب السياسي الأميركي «جيريمي سكاهيل» قصصاً تدين توسع الولايات المتحدة الأميركية في حروبها الخفية، وتفضح الجرائم التي ترتكبها بذريعة الحفاظ على أسرار الدولة والامتيازات الرئاسية..
يروي ذلك، ساعياً إلى الكشف عن استمرار العقلية الأميركية-الإرهابية التي ترى بأن «العالم هو ميدان المعركة» وبأن عليها السعي لتنفيذ عمليات تتسم بأعلى درجات السرية، لصالح الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية.
يكشف ويفضح أيضاً، ما يجري وراء أسوار معسكرات التعذيب في أميركا، وحقيقة الأشخاص المتستّرين خلف وظائفهم وزيف دبلوماسيتهم.
هذا مايرويه في الكتاب الذي وثق فيه، ماسمعه من أشخاص مطلعين على إجرام قادة دولتهم. أشخاص قضوا حياتهم في الظل، واشترطوا عليه عدم الافصاح عن حقيقة هويتهم .
وثق كل هذا، مقدماً تفاصيل لقصص الاجرام التي تجعل القارئ يقف مذهولاً مما يقرأه ويؤكد له، مقدار قذارة الأيادي الآثمة، والنوايا المجرمة، التي أغرقت العالم في الحروب والموت والدمار.
أيادي ونوايا قادة الولايات المتحدة الاميركية، ممن قادوا العالم إلى حرائق أوقدتها اجتماعاتهم التي اتخذوا فيها من أحدات الحادي عشر من أيلول- سبتمبر، ذريعة لشن الحروب على العديد من الدول، بل حتى على الأشخاص، وبدعوى حماية أمن بلادهم وشعبهم من الهجمات الارهابية..
كل هذا في الكتاب الذي كان أول ماتناوله من قصص الإجرام الأميركي، الحرب التي شنت على العراق ورافقتها أعمال النهب والتدمير والاغتيالات وسواء بشكل جماعي أو فردي.. الإجرام الذي برره قواد الحرب، بالسعي إلى نزع أسلحة الدمار الشامل، ودون وجود أي دليل إلا في رأسِ المجرم الذي يقبع في البيت الأبيض، ويرمي الاتهامات السوداء على الدول التي ارتأى محاربتها لدوافع لاتخدم إلا أطماع أناه المتضخمة بالعدوانية والحقد.
تناول الكتاب أيضاً، الكثير من القصص التي تحكي عن سعي هذا المجرم وعصابته، ولدى قيام جهة أو منظمة أو شخص ما، بمطالبته بتقديم دليل على إرهاب الدولة التي قرر استهدافها.. سعيه إلى تبرير إجرامه بأقواله: «إنها أسرار دولة لايمكن كشفها، أو السؤال عنها»…
باختصار.. في «حروب قذرة»، معلومات دقيقة وموثقة، وعن الأحداث والأشخاص والاجتماعات والتصفيات، وسوى ذلك مما قدم الكاتب عليه أدلة تؤكد تورط أميركا في شن أبشع الحروب التي تخدم مآربها، وسعيها للقضاء على حياة ومستقبل الأفراد والشعوب والدول، عبر مخططات تنفذها قواتها ومخابراتها ومرتزقتها.
أيضاً، عبر شركات الموت التي تعاقدت معها لتنفيذ العمليات في الكثير من الدول التي مازالت تتعرض لعمليات القتل الاستهدافي، وخطف الأفراد، والقصف بالصواريخ المدمّرة، وهو مابرهن عليه الكاتب عبر القصص التي رواها عن الحرب على العراق وأفغانستان واليمن والصومال وغيرهم، بل وعبر قوله الذي يؤكد إرهاب قادة أميركا ويدينهم:
«أياد خفية في البلاكووتر، التي تعتبر المنظمة الاولى في دعمها للإرهاب، وتوريد مرتزقة مؤهلاتهم الإجرام تحت غطاء مباح من الدولة المهيمنة على العالم.. هذه المنظمة، تعبث في أفغانستان والعراق وتقرر مصيرهما على مدى العقد الأخير، تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وهي في الحقيقة تنهب الثروات وتقهر الشعوب وتسحقها».