الثورة أون لاين – رفاه الدروبي:
صدر للكاتب والمسرحيّ والمخرج والممثّل تمّام العواني كتابه الثاني الصادر عن اتّحاد الكتّاب العرب، حمل عنوانه (قناديل حالمة) والكتاب من القطع الصغير يتألف من 102 صفحة يمكن قراءته بسهولة ويسر خلال وقت قصير ويضمّ من دفتيه ثلاث مسرحيّات تحمل عناوينها: نمر من ورق ومحاكمة شايلوك وصرخة ديوجين.
الكاتب وعضو فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب عطية مسوح قال عن الكتاب: بأنه عندما قرأه استمتع بحكاياته وأسلوبه، وبما تثيره النصوص الثلاثة في ذهن القارئ من تساؤلات حول قضايا فكريّة هامّة وبين بأنَّ النصّ الأوّل (نمر من ورق) عبارة عن مونودراما بطلها فيّاض، فنّان تشكيليّ، يرسم ويصنع الدمى وجلى حياته مأساة بكل معنى الكلمة.
وأشار بأنه يمكن للقارئ أن يقول بعد مطالعتها: لقد قرأت مسرحيّة عنوانها (مأساة فيّاض) تبدأ سلسلة المآسي بفصل الرجل من عمله التدريسيّ لأنّه وقف في وجه عقليّة متخلّفة تزدري الفنّ وتعدّ مادة الرسم التي يدرّسها لطلابه مادة ثانويّة قليلة الأهميّة، لكنّ تفكيره السليم وعقله الحداثيّ لم يستطيعا النجاح أو الصمود أمام الموقف المتخلّف المدعوم من منظومة الفساد، لتأتي الحلقة الكبرى في سلسلة مآسيه، لتكون لدى اختفاء ابنه، وسلوك زوجة ابن تهمل طفلتها الوحيدة ساعية وراء عشيق جديد، ما أدّى إليه الإهمال ذاته من مرض الطفلة وتدهور صحتها وحاجته للمال كي تسدّ تكاليف علاجها وجعله مضطرّاً للتنازل عن بعض مبادئه الفنّيّة والفكريّة الإنسانيّة والتعامل مع رجل أعمال غنيّ ضعيف الشعور الإنسانيّ، لكنّ لم يفده في إنقاذ حياة حفيدته، فتقع كارثة وفاتها، ولم يستطع تحمّلها، فيسقط ميتاً بين لوحاته وصناديق مرسمه الملأى بالدمى الجميلة البديعة الألوان.
الكاتب مسوح يتابع حديثه عن قصص الكتاب فيقول: ولعلّ المشهد الأخير بأن أكثر المشاهد رمزيّة وإيحاء، ويعد مشهد اللوحات حيث تتفاعل مع الموقف، والدمى بينما تخرج من الصناديق زاهيةَ الألوان، وتسخر من الفنّان الخائب لافتاً بأن الفنان تمسّك بمبادئه في معركته مع مدير المدرسة وفاسدي الجهاز التعليميّ، فخسر معركته وتنازل عن مبادئه الفنيّة والفكريّة أمام رجل أعمال من منظومة الفساد، لإنقاذ حفيدته من الموت، فخسر الحفيدة والمبادئ.
على حين يرى الكاتب عطية وكأنّ المسرحيّة تريد أن تقول: الفساد قويّ لدرجة تجعل الفرد غير قادر على مواجهته وإن كان على حقّ، ومنظومة الفساد لا تواجهها إلاّ منظومة مقابلة، ولا بموقف فرديّ بل بنهج مجتمعيّ.
بينما ختم حديثه الكاتب عطية مسوح قائلاً: بأن شدّه النصّ المسرحيّ بحبكته المتماسكة، ورشاقة عبارته وعمق مضمونه، وبأنه تخيل نفسه متفاعلا مع ممثّل قدير عميق الإحساس يؤدّيه على خشبة المسرح أمام جمهور من المتنصتين بأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم.