ثورة أون لاين:
تحذيرات متكررة أصدرها الاتحاد الأوروبي لردع أطماع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في منطقة شرق البحر المتوسط قابلها الأخير بالتجاهل مع إصراره على ممارسة الألاعيب والمناورات للسيطرة على ثروات هذه المنطقة وتحقيق اطماعه التوسعية.
تحذيرات عدة وتهديدات حمل بعضها الطابع العسكري أطلقتها اليونان ومن ورائها الاتحاد الأوروبي لوضع حد لأطماع أردوغان ووقف الانتهاكات التي يرتكبها شرق البحر المتوسط وكان اخرها ما صدر عن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من تحذيرات أمس الأول بفرض عقوبات أشد صرامة على النظام التركي لمواصلة تحركاته الاستفزازية في هذه المنطقة.
بوريل أشار إلى أن قادة التكتل الأوروبي سيتناولون استفزازات النظام التركي المستمرة خلال اجتماعهم المقبل يومي الـ 10 والـ 11 من كانون الأول في حين طالب البرلماني الأوروبي مارتن شيردوان بروكسل بزيادة الضغط على أردوغان لوقف انشطته التوسعية في شرق المتوسط وشمال جزيرة قبرص داعيا إلى وقف تصدير السلاح لتركيا والعمل باتجاه “إجراءات موجعة” تدفع أنقرة لوقف استفزازاتها وانتهاكاتها لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بهذا الخصوص.
وفرض الاتحاد الأوروبي في شباط الماضي عقوبات على نظام أردوغان تضمنت تجميد أصول وحظر سفر اثنين من موظفي شركة البترول التركية “تباو” في رد فعل على تنقيب سلطات النظام التركي غير الشرعي عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص لكن ورغم هذه العقوبات وما رافقها من توعد وتحذيرات من قبل اليونان وبروكسل إلا أن أردوغان ضرب بكل هذا عرض الحائط عبر تمديده أعمال التنقيب لسفينة “أوروتش رئيس” في شرق البحر المتوسط حتى الـ 29 من تشرين الثاني الجاري.
وفي مواجهة الاستفزازات التركية المتواصلة لمصالحها في شرق البحر المتوسط جددت اليونان أمس تنديدها بتصعيد النظام التركي أنشطته غير القانونية في المنطقة وانتهاك القانون الدولي وقانون البحار فيما كرر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يوم الأربعاء الماضي تهديده باللجوء إلى محكمة العدل الدولية إذا عجزت بلاده عن تسوية الخلافات مع تركيا.
وتزايدت أطماع أردوغان الذي تلاحقه فضائح الفساد والأزمات الاقتصادية الخانقة وتدهور العملة داخل تركيا في منطقة شرق المتوسط منذ عام 2019 حيث صعد تدخلاته من خلال تجاوز الحدود الدولية لتصل اطماعه حدود ليبيا قبرص واليونان من خلال نشر سفن للتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية.
وكما اعتاد عبر سنوات سيطرته على النظام الحاكم في تركيا اعتمد أردوغان أسلوب البلطجة للحصول على ما يطمع به من مكتسبات وثروات بما فيها غاز البحر المتوسط بعد إعلان دول هذه المنطقة وفي مقدمتها مصر وقبرص عن اكتشافات كبيرة للغاز فيها.
معالم المخطط التوسعي لأردوغان القائم على توسيع الهيمنة واحياء أوهام الإمبراطورية العثمانية البائدة ظهرت بشكل واضح من خلال دعمه التنظيمات الإرهابية في سورية وعدوانه السافر على أراضيها كما تبدى في تدخلاته بالعراق وليبيا وصولا إلى شرق البحر المتوسط حيث بدا فصلا جديدا من التمدد والمطامع والتعديات العسكرية والاقتصادية.