الثورة اون لاين – سلوى الديب:
“مازال يستهويني جمع شعر من لا ديوان له، منذ أن بدأت في الكتابة والبحث في الأدب وقد عنَّ لي ذلك أول مرة عندما أخذتُ أنظر في أدب المهجر وشعرائه، فبدأت بادئ ذي بدء بدراسة الشعر ، ثم راق لي أن أتعقب من لم أجد ديواناً مجموعاً لهم، وكذلك وجدت دواوين لهم لكن لم تَحْو بين دفتيها كل أشعارهم..” هذا بعض ما ورد في مقدمة ديوان الشاعر الأموي الأقرع بن معاذ القشيري على لسان د. حسان أحمد قمحية بالإضافة لديوان الشاعر المهجري بدري فركوح وأشعار الشاعر والإعلامي المهجري صبري أندريا الذي قام بجمعهم حيث تم حفل توقيع الكتب في دار الإرشاد للنشر بحمص، بحضور نخبة من أعلام البلاد وأدبائها ومفكريها ومثقفيها ، ورجال دين من كافة الطوائف، وقد تم الاحتفال ضمن احتفالات أيام الثقافة السورية تحت شعار ثقافتي هويتي، فتحدث الأديب عرفان الأشقر عن الدواوين الأربعة باختصار.
وهذا بعض ما ورد: تضمن ديوان الشاعر الأموي الأقرع بن معاذ القشيري إشارة إلى قبيلة قشير ونشأتها وإلى نسب الأقرع وهو الأشم بن معاذ بن سنان بن عبد الله بن حزن ابن سلمة بن قشير، عاش في أيام الخليفة الأموي هشام ابن عبد الملك ، ويذكر أنه سمي بالأقرع نسبة لبيت قاله يهجو معاوية بن قشير :
معاوي من يرقيكم إن أصابكم
شَبا حيَّة ، مما عدا القفرُ أقرعُ
وهو بذلك شاعر أموي إسلامي، ويبدو أنه أدرك الدولة العباسية، وتناول الكتاب مصادر شعر الأقرع بن معاذ القشيري منها:”التذكرة الحمدانية لابن حمدون”، و”كتاب الفصوص في الملح والنوادر والعلوم والآداب لأبي العلاء صاعد البغدادي..
والكتاب يتألف من 73 صفحة من القطع المتوسط ، ومجموع ما أضافه قمحية إلى ما سبق نشره من شعر الأقرع 94 بيتاً فيصبح إجمالي الشعر /151/بيتاً وإن لم يقتصر عمله على الاستدراك بأبيات جديدة للشاعر بل عقد مقارنة بين شعره في تلك المصادر وبين الفروق والاختلاف وضبط ما لم يكن مضبوطاً من شعره وشرح معاني بعض الكلمات العسيرة
الشعر موزع فيه حسب القوافي ثم حسب البحور، حدد القصائد بثلاثين موزعة بين قصيدة..
وراوح الشاعر في شعره بين الغزل والوصف والحكمة وقليل من الفخر..
أما ديوان الشاعر المهجري بدري سليم فركوح (استفرده واستدرك عليه واعتنى به) ضم الديوان حياة الشاعر وسيرته الأدبية ويقسم الديوان لقسمين الأول القصائد العربية وعددها ثلاثون بين قصيدة ومقطوعة وعدد أبياتها خمسمائة وستة وخمسون مرتبة حسب القوافي ثم حسب البحور، والثاني القصائد المترجمة عن الإنكليزية وعددها ستة عشر، وقد ولد الشاعر في حمص قبل عام 1902في أسرة عريقة ثرية وتوفي في نيويورك عام 1950، وهو لم يهاجر إلى أمريكا الشمالية بدافع الحاجة والفاقة وربما كان هجرته غيرة وطموحاً وامتهن التجارة في مهجره.
لم يلق الشاعر الاهتمام اللائق به كاتباً وأدبياً وشاعراً فقد أغفلت الكتب التي تناولت الأدب المهجري ذكره
ومن سمات شعره :الاهتمام بالتفاصيل واللجوء أحياناً إلى التقديم والتأخير والتصرف باللغة والمعاني مما أدى إلى ضعف البناء الشعري ألجأه إلى ذلك الوزن الشعري، وغلبه الخطابية والمباشرة في بعض شعره ..
أما الشاعر والإعلامي المهجري صبري أندريا فتناول حياته وشعره ولد في دمشق حي باب توما 1883 وتوفي في نيويورك 1956، وقد تم اختيار قمحية له لا لجودة شعره أو تميزه الشعري بل لأنه يمثل جزءا من مسيرة الشعر المهجري وتاريخه، كان يحسن اللغة العربية والتركية والفرنسية واليونانية ، هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1908 سعيا وراء الرزق ، ضم ديوانه 13 قصيدة عدد أبياتها 284 بيتاً موزعة بين قصيدة ومقطوعة غلب على شعره المدح والرثاء واعتمد في شعره على ثلاثة بحور الوافر والكامل والمتقارب .
وأخيرا ديوان الشاعر المهجري ندرة حداد أوراق الخريف وقصائد أخرى، وديوان ندرة غير موجود إلا في المكتبات الحكومية العامة وديوانه مما نشر له في المقالات والمجلات والكتب والإشارة إلى مواطن الاختلاف وعثور قمحية على قصائد جديدة للشاعر وأضافها لديوانه أوراق الخريف هي 30 قصيدة أي نحو 40% من الديوان.
وقد ولد ندرة في حمص من أسرة عريقة وأخوه الشاعر عبد المسيح حداد ، هاجر إلى أمريكا عام 1897 و تعاطى التجارة وساعد شقيقه عبد المسيح في تحرير جريدة”السائح المهجرية”