تعود إسرائيل مجدداً لسياسة العبث بعناوين المشهد الإقليمي والدولي، ولكن هذه المرة من البوابة الإيرانية، في محاولة جديدة منها للدفع بالأمور نحو التصعيد المتدحرج الذي قد يجر المنطقة والعالم نحو حرب شاملة.
في التوقيت يحمل اغتيال الكيان الصهيوني للعالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، العديد من الرسائل والمؤشرات على أن هناك شيئاً ما خلف الكواليس يجري تدبيره بين الأميركي والإسرائيلي من شأنه أن يخلط الأوراق ويعيد ترتيب المعادلات وفقاً للرغبة والطموح الأميركي الإسرائيلي المشترك ( ترامب ونتنياهو) الذي يجهد للبحث عن رافعة تنقذ الطرفين من مأزقهما في آن معاً.
ما هو مؤكد أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يريد استغلال الأيام القليلة المتبقية للرئيس الأميركي الخاسر في الانتخابات، ذلك أن الأول يسعى لإعادة نفسه الى الأضواء السياسية على أكتاف ترامب، لاسيما بعد نجاحاته الأخيرة بالتطبيع مع بعض الأنظمة العربية، فيما يحاول الثاني وبأي وسيلة إطالة عمره السياسي في البيت الأبيض، خاصة وأنه لا يزال يرفض الخسارة أمام منافسه الفائز بالانتخابات الرئاسية جو بايدن.
ما تقوم به إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، هو عبث ممنهج ومتعمد على حافة الهاوية وفي توقيت استثنائي وخطير جداً وهذا ما يشرع الأبواب-التي لم تغلق اصلاً- على كل الخيارات والاحتمالات بما فيها الحرب الشاملة التي قد تأخذ العالم نحو نهايات كارثية على الجميع، إلا أن الأبرز في هذا السياق، هو أن الإرهابي نتنياهو لم يدرك بعد مخاطر اللعب بالنار، برغم دروس وتجارب السنوات القليلة الماضية التي كانت فيها إسرائيل دوماً هي البادئة بإشعال فتيل الحروب، لكنها لم تكن للحظة واحدة قادرة على التحكم بنهاياتها التي كانت دائما تؤول وتنتهي الى هزيمتها وانتصار محور المقاومة.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي