لا سنة جديدة حتى الآن ..ولاعرافات وعرافين يستقبلون العام بكلام عن تحقيق الأحلام ..حتى المنجمون تخلوا عن أدوارهم لصالح بعض رؤساء الدول والسياسيين …لا كرنفالات للعام 2021 في العالم سوى كرنفال السياسة بأقنعته الملتصقة منذ سنوات على وجوه الدجل وعرافات البيت الأبيض.
لا أحد في آخر أيام هذه السنة يتحدث عن أخبار سارة للعام القادم، الأمر متروك لعلماء الفلك وهم يزيحون ببطء الأمل عن صدر العالم ثقل السنة التي مرت بجثث ضحايا الحروب وضحايا الكورونا ..لعل الأشهر الاثني عشر التي مضت وضحت شروخ وتصدع العالم تحت المجهر وبقي حتى اللحظة ..التشتت سيد المشهد وما يقال عنه تخطيط استراتيجي يبدو أنه كالسرطان السياسي لايتضح إلا في أيامه الأخيرة ..كما هو حال رؤساء الدول الغربية وعلى رأسهم ترامب الذي رغم كل فجاجة الحضور يبدو في الرحيل هيكلاً حقيقياً للشيطان يسلم راية الشر الأميركي إلى بايدن بمزيد من حرائق الرفض والسجود لإسرائيل طمعاً بطريق العودة إلى البيت الأبيض.
ينادي بعض باعة الأمل السياسي والتفاوض الدولي على عيدان ثقاب يشعلونها في ليلة رأس السنة فيعيد رميها الأميركيون لحرق السنة الجديدة من رأسها …سألهم أحد الكتاب الغربيين في صحوة مفاجئة للضمير ما الجدوى مما تفعلون ..وخاصة في الشرق الأوسط؟ ..ما الجدوى من محاصرة سورية واحتلالها؟ وهل حققتم أمنياتكم التي علقتوها في السنوات التي مرت على شجرة الإعلام لمحاربة داعش والنصرة ونشر الديمقراطية؟!.
تجيب المرحلة بأن بابا نويل الأميركي ربما كان عضواً في اللوبي الصهيوني حتى قدم هدايا واشنطن كلها لإسرائيل ووضع التطبيع في أكياس السنة المنصرمة ووعد بالمزيد للعام القادم ..ففي أكياسه العقوبات وما يسمى قانون قيصر على السوريين ومزيد من قوانيين الإرهاب الاقتصادي والضغط وأزمات للمنطقة وكل مايشتهي نتنياهو يعد لتحميله على ظهر بايدن.
من بقي ليتنكر هذه السنة الجديدة وكل الأقنعة باتت الوجه الحقيقي للسياسة العالمية!؟.
على الدول أن تزين عيدها وسنتها الجديدة بيدها وصولاً إلى شجرة عالمية تضاء بالحقيقة لا بالخديعة وبأقطاب عالمية جديدة تبشر بأفول القطب الأوحد..على الدول في المنطقة وفي سورية وضع المزيد من الزينة على شجرة المقاومة لامجال للانتصار رغم سوء الحال والأوضاع المعيشية إلا لها وبها …ففي ظلالها فقط يولد طفل السلام في مزوده آمناً من التطبيع وينزل عن صليب آلامه في سورية والعراق واليمن ولبنان وكل المنطقة والعالم ..تحت شجرة المقاومة والاكتفاء الذاتي والخطط الزراعية وترميم الوضع الداخلي يولد القمح مجدداً في سورية… وببندقية الجيش السوري نبشر بعامنا الجديد وماعدا ذلك لن ننتظر العرافيين السياسيين في الغرب ليقولوا ما أجندات الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن في سورية …فنحن نعرف ماعلى ظهره من أكياس وهدايا لإسرائيل ..ونعرف مافي كرنفاله من عثماني وانفصالي وراقصين أوروبيين على حراب الحريات !!
من نبض الحدث-عزة شتيوي