من الحرب الإرهابية والعدوان العسكري الغربي المباشر على سورية، إلى الحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة والظالمة مروراً بالتضليل الإعلامي وقلب الحقائق والوقائع، والمتاجرة بحقوق الإنسان، كانت واشنطن تتربع على قمة معسكر الغرب في تنفيذ هذه الجرائم والموبقات بحق السوريين، وكانت مزاعمها التضليلية تمثل قمة الانفصام عن الواقع عبر استخدامها لغة ومفردات تجافي الحقيقة وتنسف حروفها المطلقة.
أما الاتحاد الأوروبي، الشريك رقم واحد بكل هذه الجرائم، فكان (خير) بوق رخيص لواشنطن، وأول تابع ومطيع ومنفذ لأجنداتها المشبوهة في سورية، وكان الأسرع في المساهمة بالحرب الإرهابية عليها، والمساهم الأكبر بحملات تشويه الحقائق وقلب المفاهيم وإطلاق حملات التضليل، التي باتت مترادفة مع كل خطوة تخطوها استخبارات بلدانه أو حصار تقوم به حكوماته التابعة.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره محاولة شيطنة معسكر العدوان، فأفعاله الإجرامية لا تحتاج إلى من يشيطنها، وفيها ما يملأ موسوعة غينس من مفردات الإرهاب والتضليل والفجور والحصار، ويكفي أن ندقق بخطواته العدوانية خلال أيام، لندرك هذه الحقيقة، ونضيفها إلى سجله الهدام الهائل الذي كتبته حكوماته خلال سنوات الحرب العدوانية العشر على سورية.
فالخارجية الألمانية تستقبل رئيس منظمة إرهابيي “الخوذ البيضاء” لتنتقل من رعايتها سراً إلى تبنيها علناً، وبمؤازاة هذا الموقف العدواني تقرر الإدارة الأوروبية للقمر الصناعي “يوتلسات” إنزال قنوات الإعلام الوطني السوري عن تردداتها في مشهد لا يعبر إلا عن ارتهان أوروبا المتواصل لمشيئة واشنطن، والسير على خطاها السافرة، تطبق تعليماتها وأوامرها لحصار إعلامنا، محاولة إسكاته، وساعية لحجبه، كي تحجب الحقيقة التي تخشى وصولها إلى العالم.
وفيما بدأت المساحيق تذوب عن وجه الأوروبيين المزيف عبر هذه المواقف العدوانية المخزية راحت واشنطن تؤكد على عنصريتها المؤكدة فتصدر خارجيتها بياناً حول الاستمرار في فرض العقوبات على سورية، أقل ما يمكن وصفه بالبشاعة والوضاعة الأميركية التي تنتهك القانون الدولي وتعربد في سماء الشعوب دون أخلاق أو ضمير أو ذرة إنسانية، فبدلاً من رفع تلك العقوبات الجائرة وذاك الحصار الظالم فإنها تستمر بمحاربة الأبرياء بلقمة عيشهم.
لكن ما لا يدركه معسكر العدوان الغربي أن السوريين قادرون على تجاوز كل إجراءاته الظالمة وعقوباته، ولهم في تجاربهم في العقود الماضية خير شاهد، وإن كانوا اليوم في عين عاصفة العقوبات الغربية فقد كانوا بالأمس القريب والبعيد في عين الإعصار الأميركي، لكنهم نجوا من شرور واشنطن وحلفاءها الاستعماريين وتابعوا مسيرة حياتهم، بل وفضح إعلامهم حملات منظومة العدوان، وعرى إرهابها وخداعها وأفكارها الهدامة ومخططاتها الشريرة، وسينجح الإعلام السوري وسينجح كل السوريين اليوم في تجاوز هذه العقوبات الأوروبية الأميركية وهذا الحصار الظالم الجائر.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة