يخبرنا التاريخ الحديث أن العرب قلما عرفوا نصراً في قضية زعموا أنها قضيتهم.. و إن لاحت لهم بوادر النصر – بشكل ما – عجزوا عن الوصول للهدف..!! لاحظ مثلاً ما آلت إليه الثورة العربية الكبرى .. لاحظ ذلك اليوم إذ النيات التركية تقتحم العرب من بلد إلى بلد.. وأول ما يشير إليه برنامج الغزو التركي الجديد ، هو تناثر المواقف العربية و ترددها و لا مسؤوليتها في مختلف المواقع!!.
كأن العرب يتبنون قضايا لا يؤمنون بها .. أو على الأقل يولون عليها تجاراً يتاجرون بها و بهم .. من قضية الوحدة العربية إلى قضية التضامن العربي مثلاً و جامعة الدول العربية .. و ليس انتهاء بالقضية الفلسطينية ..
لكن من ناحية الوحدة العربية هناك تقدم بشكل ما، إذ تقريباً يتحد العرب على شرب ماء الذل حتى المهانة ..
كأننا كذبة صنعها التاريخ.. كأن راوٍياً ساخراً كتب هذه القصة المضحكة ما يسمى تجاوزاً القضية العربية ..
سمعت منذ أيام أحد أبطال الشاشات العربية يدافع عن مولاه (حاكمه) و يقدم البراهين أن دولته إنما دافعت كثيراً عن القضية.. وتم تفويضها من العرب للدفاع عنها في حركة النضال المهزلة لجامعة الدول العربية و القمم العربية..!!
هل في أصول و فصول الكوميديا السوداء ما هو أتعس من ذلك؟ .. و قال هو نفسه ليثبت فضل بلده على القضية الفلسطينية أو العربية – سمها ما شئت – أنها احتضنت معظم مؤتمرات القمم التي رسمت أسس النضال وصولاً إلى الانتصارات الباهرة التي حققتها القضية و أنتم ترون ذلك ..
يقول محمد حسنين هيكل تعقيباً على نضال البعض في تلك القمم:
إن السبب كما حددته بحثاً و تاريخاً.. هو لواقط صوتية سرية كانت تنقل كل ما يجري في هذه المؤتمرات مباشرة إلى تل أبيب .. خدمة للقضية كما تراها عديد الدول العربية اليوم ..
معاً على الطريق – أسعد عبود