أعيت ظاهرة شغب الملاعب من يداويها بتوسعها واستطالتها، على الرغم من أن اتحاد كرة القدم يعود للائحته الانضباطية ويستقي من بنودها عقوبات متفاوتة في شدتها متنوعة في أشكالها، بين الإيقاف إلى نقل المباريات مروراً بحرمان الجماهير من الحضور والتشجيع الحي؟!.
فالعقوبات الاتحادية تحقق هدفاً واحداً من أهدافها، لايخرج من عباءة القصاص، ولا يتعدى إلى الردع والحؤول دون تكرار الخطأ، ذلك أن اللائحة الانضباطية مصفوفة من المواد والبنود، فيها الغث والسمين، والمجدي وعديم النفع، هذا أولاً.
وثانياً لأن الاتحاد وحده ليس بإمكانه أن يطوق المشكلة من جميع جوانبها، وليس مطلوباً منه منفرداً اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها، بل يقع على الأندية جزء كبير من مسؤولية المعالجة والتصدي لهذه الآفة، فبالإضافة إلى ضرورة بل حتمية ضبط اللاعبين والمدربين والفنيين والإداريين، وتحذيرهم من مغبة الشطط في الاعتراض على القرارات التحكيمية، واستثارة الجمهور واستفزازه، لابدّ من تفعيل دور روابط المشجعين التي تضبط ايقاع التحفيز والمساندة على المدرجات، وتحول دون الخروج عن النص أو الوقوع في المحظور، وتعمل على نبذ المسيئين والمتعصبين، وهم قلة، وتكون مسؤولة أمام إدارات الأندية عن التشجيع الحضاري الذي يصبّ في مصلحة الفريق، فيرتفع مستوى الأداء وتتحسن النتائج، وتصبح الأندية غير مضطرة لتسديد فاتورة الشغب من الغرامات المالية.
ما بين السطور- مازن أبو شملة