مع اقتراب ساعة الصفر لأفول نجم عام 2020 بكلّ هناته وآلامه وآهاته، وإشراقة شمس عام 2021، بدأ الشارع المحلي بشرائحه المختلفة حبس أنفاسه، استعداداً لتنفس الصعداء، وإطلاق العنان لآماله وأحلامه التي تلاشى القسم الأكبر منها نتيجة الحرب “الملعونة” وتداعياتها “الشيطانية” وكورونا “الفيروسية ـ الجرثومية” الذين أرخوا بظلالهم الثقيلة جداً على الحياة المعيشية اليومية للمواطن، وعلى كل مفصل حيوي وهام “اقتصادي ـ تجاري ـ صناعي ـ خدمي ـ نفطي ـ معيشي ـ الدوائي …” له ولأسرته.
نعم، من حقنا جميعاً الإفراط في تفاؤلنا بغد اقتصادي مشرق ـ متعاف ـ قوي ـ قادر على رأب الصدع المعيشي الذي أحدثته الحرب وتداعياتها الكارثية، وتصويب مؤشر بوصلة العملية الإنتاجية “الصناعية والتجارية والزراعية والاستثمارية والسياحية ..”، باتجاه المواطن باعتباره البوصلة “كما أكدوا ومازالوا”، بعيداً عن الاجتماعات المكتبية، والخطط الورقية، وإصدار القرارات غير المناسبة في الأوقات غير المناسبة، ووضع الملفات المهمة والعاجلة والضرورية تحت مجهر التنفيذ لا التجريب، طبعاً بعد نسف نظرية تدوير الزوايا التي تؤخر ولا تقدّم، ومسلسل تقاذف المسؤوليات والتهم، وصولاً إلى حلول جذرية لا جزئية قادرة على الأخذ بيد أصحاب الدخل المحدود من القلة إلى الغلة الوفرة نوعاً ما ومنها إلى البحبوحة المادية، طبعاً بعد كبح جماح غول الأسعار اللاهبة، ولجم حالة فلتان الدولار وقفزاته الخلبية، والبحث عن كلمة السر ـ والحل السحري لفك عقدة ملف القروض المتعثرة والتشابكات المالية ووضع حدّ ونهاية لحلقات مسلسل التهرب الضريبي الماراتونية، وضرب المهربين كما المخربين والفاسدين بيد من فولاذ لا من حديد فقط، وإعادة تفعيل قرار اللوائح السوداء بحق كل من ينظر ويتعامل مع صاحب الدخل المحدود على أنه الحلقة الأضعف، والتأكيد وللملأ أن عام 2021 هو عام المواطن بامتياز.
هذا كله لا يحتاج إلا لعقول وأدمغة لا هم لها ولا اهتمام إلا الحاضر والمستقبل، فالوطن والمواطن يستحقان الأفضل دائماً، وعليه فمن حق المواطن على السلطات الثلاث “التشريعية ـ التنفيذية ـ القضائية” رؤية الأفضل ولا شيء أقل من الأفضل قولاً وفعلاً في كل ما يتصل بشؤونه العامة والخاصة، ليكون عامه الجديد أخف وطأة عليه وأكثر انفراجاً وراحة “مادية ومعنوية”، لا نسخة مكررة “بنفس القرارات والأحداث والمجريات” عن الأعوام السابقة وتحديداً العشر الأخيرة منها.
الكنز- عامر ياغي