قد لا نختلف في أن الأهداف التي أوجدت من أجلها مركز خدمة المواطن قد شكّل ارتياحاً لدى الناس الذين عانوا من الروتين والإجراءات المعقدة، بما فيها الفساد الذي زعزع الثقة بينهم وبين المؤسسات الخدمية التي انحرفت في مسيرة عملها عن الغاية الأساسية لوجودها نظراً لكثرة التجاوزات والممارسات الخاطئة من قبل بعض كوادرها، إضافة إلى الإهمال والتقصير الحاصل في تعاطيها مع قضايا وخدمات الناس.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:هل حققت هذه المراكز الغاية المرجوة منها..؟ نعم قد حققت ما هو مرجو منها
ونحن نتحدث عن مركز خدمة المواطن ندرك أهمية زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى مركز خدمة المواطن الإلكتروني الذي يريد منه مرآة صحيحة لحكومة عصرية مؤتمتة تخفف الفساد كما تقلّل الاحتكاك بالمواطن ويرى فيها المواطن وجه المواطنة المؤسساتية المشرق ومعنى الكرامة الحقيقية.
هذه الزيارة التي أكد من خلالها أن جهوداً بذلت لتعزيز حضور هذا المركز، فمن تابع السيد الرئيس أثناء زيارته لمركز خدمة المواطن الإلكتروني بدمشق وفي هذا التوقيت بالذات يدرك ويعي مقدار الجهد المبذول من الجهة المعنية مباشرة في إنجاز هذا الصرح الحضاري العصري الوطني وبظل الظروف لن نقول الصعبة فقط بل شبه المستحيلة لتأمين مستلزمات البنى التحتية لأي مشروع، وللنهوض به بسبب التدمير الإرهابي وبسبب الحصار القاسي الظالم على سورية.
ومن يغص في التفاصيل يدرك أكثر أن الجهة المنفذة والمسؤولة عن المشروع شكّلت جيشاً وطنياً هو جيش الاتصالات الإلكتروني، رديف للجيش العربي السوري ونفذت بصدق وشرف، واستقطبت الكفاءات ووفرت المناخ الملائم لهكذا إبداع تجلى في هذا المشروع العظيم والذي سيوفر الجهد والمال والوقت والتعب على الدولة والمواطن على حد سواء، وبهذا العمل الذي تضيق الكلمات في وصفه يؤكد لنا أن سورية قد عادت بهمة الشرفاء أفضل مما كانت عليه.
وقد أجمعت آراء المراجعين لمركز خدمة المواطن على أنها قد حققت الغاية المرجوة من إحداثها لجهة أن المواطن لم يعد يعاني من تكاليف السفر للحصول على ما يريد من وثائق وبأسرع وقت ممكن، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على الجهود المبذولة من قبل المعنيين في إنجاز هذا الصرح الخدماتي الكبير، والذي نفذ بإمكانات محلية وخبرات وطنية.
حديث الناس -اسماعيل جرادات