ها نحن على وشك أن نفرغ من عام 2020 لن نعيد توصيفه أو تفنيد اللحظات الحزينة ولا ملامسة بعض الإيقاعات المرحة…
زمن مضى…ولكنه أكثر الأعوام التي مررنا بها تلقيناً للعبر…
ليس فقط بفيروس لعين انطلق وملأ الكون، وبتنا نصارع معه الهواء، ونعتقد في كل لحظة أننا على وشك أن نغادرها…!
أيّ هلع يصيبنا حينها، مهما تمسكنا بكل الأمل، بالصلابة التي اختبرناها يوماً…هناك شيء في العمق، يعوق تنفسك وتتوقع أن الفيروس قد استحكم..!
يا لرعب تلك اللحظة وقسوتها..ولكن ألا تبدو أكثر ما عشناه ازدهاراً حين نفلت منها، لنرى أننا لا زلنا هنا..وها نحن على وشك أن نحتفل مع الكون كله..بعام أرقامه هي الأخرى لا تقل إثارة عن عام مضى(2021)..كل ما نتمناه أن نحيا مع الأحبة حتى تتتالى الأرقام..!
لكن أي حياة..؟
أي نوعية.. وفي أي الأمكنة..؟
ربما هنا يقفز المغزى الحقيقي لكل ما تعلمناه حينها، إنها اللحظات التي نفهم فيها كنه ومعنى الحياة، حيث يكون لا مكان لكل هذا القبح…
إذ كنا نعيش في عالم لا نتحكم فيه، بل تتحكم فيه قوى كبرى..بإمكانها عبر خيوط عنكبوتية، أن تهزنا وتلغي كياننا متى شاءت ..وبإمكانها أن تتغلغل في أدق التفاصيل المحلية..وكأن بشر هذا البلد أو ذاك مجرد دمى…هل يمكننا الإفلات في أي مكان..؟
في أزمنة لم يعد لها وقع، وأمكنة لم يعد لها ملامح..وبشر يصيبهم الذعر ولا ينته مع انتهاء الحروب، أو تضمين لقاحاتهم لكل مخططاتهم الغامضة.
هذا العام جهزنا للأسوأ…
هذا العام غادرنا بشر لم يكن ولا أي مكان ملاذا لهم…
هذا العام عرفنا فيروسات وحروباً من نوع جديد…وزلازل ونكبات…. في لحظة كان يمكن للحياة أن تغادرك…!
ولكن كل الذين لم يمضوا…لاشك أنهم مع عام جديد…سيتقنون أكثر من أي وقت فن مطاردة الحياة، لا شيء نطارده…سوى لحظات المتعة الخالية من كل تلك الشوائب البشرية التي أتقنا صنعها وأعاقتنا دوما عن رؤية نور ومعنى الحياة الحقيقي…
رؤية- سعاد زاهر