الثورة أون لاين – رشا سلوم:
كثيراً ما يتم الخلط بين مفهومي الثقافة والحضارة فيتم استخدام الثقافة مكان الحضارة والحضارة مكان الثقافة مع أن المصطلحين يفترقان في الكثير من النقاط ويلتقيان في نقاط أخرى.
وكان ابن خلدون عالم الاجتماع العربي قد نبّه إلى ذلك حين قال: إن الحضارة قد تنحدر بالقيم إلى الدرك الأسفل.
وجاء بعده ساطع الحصري ليفرق بينهما تماماً…الحضارة تنتقل من شعب لآخر… بينما الثقافة فهي شأن خاص لا ينتقل بين الشعوب وإذا انتقل فقد أصبحت إنسانية.
هذا يؤكده الباحث السوري وهب رومية والمعنى نفسه يراه… وكان الدكتور شاكر مصطفى قد وضع كتاباً اسماه حضارة الطين، رأي فيه أن العلم جعلنا أنصاف آلهة قبل أن نستحق أن نكون بشراً… العلم جعلنا قادرين على تدمير البشرية كل دقيقة وهذا ليس عملاً أخلاقياً.
من هنا يعمل الغرب من خلال مصطلحاته وتياراته الفكرية على خلط المفاهيم ليتم له مسخ العادات والتقاليد والثقافات التي تميزنا وتغني القيم الإنسانية.. بينما يريد هو تنفيذ مقولة.. دعه يعمل دعه يمر …أي تكديس رأس المال وتحويل كل شيء إلى سلعة استهلاكية حسب حاجته هو.
هذه السياسية التي اكتملت عند الغرب بأساليب شتى من الإعلام إلى منتجات حضارية مادية لا يريدها أن نحمل إلا رسالته هو.
فهل من أحد يمكن أن يقول إن الطائرة ليست إنجازاً حضارياً…إذا ما كانت للعمل الإنساني… ولكن عندما تنطلق فاتكة بالشعوب والأبرياء.
من هنا كان السيد الرئيس بشار الأسد حريصاً على أن يكون التحصين ذاتياً ينبع من قيمنا وثقافتنا وجذورنا ويغنى بكل ما هو جميل ونقي ..نبدأ من الأسرة إلى المدرسة والى كل مكان نحن فيه..هويتنا الوطن والقيم وشعارنا الإنجاز الذي يهب الحياة معنى الفضيلة …نعرف أن ثقافتنا نورانية إنسانية وستبقى، وجدران الصدّ يجب أن تبقى قوية ومستعدة لردع كل عدوان.