الثورة أون لاين – غصون سليمان:
على مشارف العمر غادرت ومضة من حياتنا، لنفتح النوافذ على ومضات مقبلة بحلوها ومرها على صفحات نجهل مساحة بياضها وسوادها.
في دفتر الأيام هناك المزيد من الذكريات الحزينة والمفرحة ،أفكار تسرح بك يمينا وشمالا، تهرب من بعضها وتحتفظ ببعضها الآخر ، تحتال على مسايرة اللحظات المتعبة التي حفرت في جسدك ندوبا ،وأسرت نفسك وحبستها في كثير من التفاصيل ..تداعيات تحسبها قفصا في داخلك تضيق فيها عبرات الروح التي تنتظر فيها مزيدا من ترانيم الفرج ، بعدما أغدقت رقصا على مسرح الأشواك والآلام، فيما البؤس والتمرد يعتلي وجوه المتفرجين الذين أظهرت جباههم خطوطا من وجد وقصص من حياة .
محطات مرت بنا ..عبرناها وكتبنا على أرصفة مرافئها بالدماء والدموع والعرق مايجب أن يدون ،وينحت في ضمير الأجيال ، ماقيل ويقال.
بعضنا يعادي الأيام وكأنها ملك له، ينعتها بحقد السلوك، وفوضى التصرفات، ويسقط على حروفها ومعانيها خيباته وخذلانه فحين داهمه الكسل والتقاعس ،استسلم خانعا غير آبه بوخزات التحريض والتحفيز ،أجر ضميره بعيدا في زوايا معتمة ،حيث قبل الضعف بدل القوة ..والموت بدل الحياة .
حاول البعض أن يؤجر عقله الغبي ،ويختار طريق الأشرار فهو لايعنيه ولو للحظة واحدة التفكير السليم
بوطن ،وأهل وتراب ، فكانت الفاجعة والكارثة .
إلى من غادرنا بساعات ورحل معه من رحل من فلذات الأكباد ،من أحبة عشقنا ذكرهم ،وفرحنا بوجودهم، ونعمنا بانتصارهم ، ودعناهم ونودعهم كل يوم عظماء أجلاء كتبوا على بوابات المجد وفي كل الاتجاهات ، هنا سورية ،هنا التراب المقدس .
قناديل من نور رمقناهم بعيون أطفالنا وأمهاتنا ورجالنا وكبارنا ممن كانوا شاهدين على روزنامة الشهور والأيام وماحملته من عذابات وأوجاع ،لكنها لم تخطف بريق الصبر والشجاعة والقوة حيث كان لهم في كل ساحة وميدان ملحمة بطولة وأسطورة فعل وصمود هزمت جبروت الطواغيت.
إلى جيشنا المقدام آيات النصر .. إلى شهدائنا الأطهار المجد والخلود ،إلى جرحانا ومخطوفينا الشفاء والعودة سالمين غانمين ،إلى قائدنا وشعبنا ،كل عام وسورية المنتصرة بألف خير.