الثورة أون لاين – رشا سلوم:
العادات والتقاليد تراث الشعوب المدون وغير المدون، يسير معها في مراحل تطورها الاجتماعي والثقافي والحياتي، ولهذا تهتم المؤسسات التي تعنى ببحث البنية الاجتماعية، بمتابعة هذا التراث والعمل على تحليله، للوصول إلى الكثير من المحطات والوقائع، التي يجب أن تدون في كتابة تاريخ البشرية والجماعات.
من هنا نرى صدور عشرات الموسوعات التي تهتم بتراث شعب ما، تعمل على تدوينه وتوثيقه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وبغض النظر عن قيمة التراث المدوّن، فهو محطة إلزامية كما أسلفنا للباحثين والمفكرين .
ويرى الباحثون أن العادات والتقاليد والثقافة، تخلق الذكريات التي تدوم طوال العمر، لتصبح موضوعاً للحديث تتجاذبه أطراف العائلة أثناء اجتماعاتهم، وتعزيز الرابطة، وذلك من خلال تشوّق أفراد العائلة إلى موعد اجتماعهم لتطبيق العادات والتقاليد المتوارثة، ممّا يشعرهم بالسعادة والراحة، بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين الأفراد والأسر، وسدّ الفجوة بين الأجيال، من خلال توارث التقاليد من جيل إلى جيل، والحصول على روابط مشتركة فيما بينهم من خلال الحديث عن الذكريات والقصص المختلفة.
الإحساس بالهوية: عندما يتبع الشخص تقاليد عائلته، فإنّه قد يجد نفسه ويكتشفها من دون الشعور بالضياع، أو عدم الانتماء لأي مجموعة، وقد أصدرت “دار التكوين” بدمشق/ موسوعة مهمة عن التراث والثقافة العالمية، وهي من تأليف وترجمة: د. “حسام غازي” وتقديم “فراس السواح”.
“تُعدُّ هذه الموسوعة شاملةً، لشعوب العالم وثقافاتها وحضاراتها التي امتدَّت على ما يقارب مليوني عامٍ قبل الميلاد، منذ ظهور الإنسان إلى الحرب العالميَّة الأولى، وتتألف الموسوعة من ستَّة مجلداتٍ، تعرض بشكلٍ مكثَّفٍ تاريخنا الإنسانيَّ، اعتماداً على أحدث نتائج عمليّات البحث والتّنقيب الأثريِّ في معظم أصقاع العالم، فضلاً عن المصادر والمراجع التّاريخيّة القيّمة، التي استطعنا الاطِّلاع عليها بعد التَّسهيلات التي قدَّمتها العديدُ من الجامعات العالميّة، فلها الشّكر، عرفاناً، وأخصُّ بالذِّكر الجامعات الفرنسيّة: بوردو الأولى، وبوردو الثالثة، وتولوز الثانية، وباريس الأولى، وباريس العاشرة، كذلك جامعة بال السّويسريّة، وجامعة كولن الألمانيّة، وجامعة لييج البلجيكيّة، وجامعة دمشق.
حين ستقرأ هذه الموسوعة، ستدرك جيّداً أنَّ ما نحن فيه اليوم هو ثمرةُ عطاء شعوبٍ وهبَت الكثير من الابتكارات، سأترك الحديث عنها الآن لتستمتع بالتَّعرف إليها في صفحات هذه الموسوعة، ولكي تكتشف كيف وصلنا إلى عصرنا الحاليِّ، ما أودُّ الإشارة إليه فقط هو أنّنا من خلال هذا العمل، نستطيع أن نتخيّل سويّاً كيف كان عالمنا حين ظهر الإنسان الأوَّل. بكلِّ بساطةٍ، كان عالماً خالياً من جميع مظاهر الاستيطان؛ أي: أرضٌ بكرٌ، وهي، بلا شكٍّ، المسرح الأول، الذي يعدُّ الإنسان أهمَّ أبطاله، أمّا بالنّسبة إلى مجريات الأحداث وتفاصيل قصة الإنسانيّة سنتعرّف إليها من خلال ما سيرد ذكره في هذه الموسوعة من ثقافاتِ عصور ما قبل التاريخ وحضارات العصور التّاريخيّة، تمَّ عرضها في ستّة مجلدات، أولُّها: للحديث عن شعوب العالم وثقافاتها خلال العصر الحجري القديم “الصيادون الأوائل”، وتناول الثاني: شعوب العالم وثقافاتها خلال العصرين الحجريين الحديث والنُّحاسي “المزارعون الأوائل”، أما الثَّالث فكان للحديثِ عن شعوب العالم وحضاراتها خلال عصرَيْ البرونز والحديد، وكان الرّابع لشعوب وحضارات العالم منذ نهاية عصر الحديد حتّى قيام الامبراطوريَّة الرومانيَّة الشرقيَّة، والخامس يعرضُ لشعوب وحضارات العالم منذ قيام الإمبراطوريَّة الرومانيَّة الشرقيّة حتى الحرب العالمية الأولى، في حين كان السادس للشعوب البدائيَّة المنعزلة في أطراف العالم.
5-1-2021
رقم العدد 1027