ليس مفاجئاً التسعير العدواني الذي نشهده وعودة ظهور داعش الإرهابي وقيامه باعتداءات جديدة ضد عناصر الجيش العربي السوري والمدنيين وتماهيه مع الاعتداءات الصهيونية بالمطلق، إذا دققنا في أبعاده وتوقيته ما قبل النهايات الإرهابية على الجغرافيا السورية وما قبل انزياح حقبة ترامب الفجة وتسلم بايدن دفة القرارات الأميركية، ومغزى افتعاله وتأجيجه حالياً، بعد أن أطفأ الميدان كل الحرائق الإرهابية السابقة التي أشعلها محور العدوان على امتداد المناطق التي تم تحريرها وتأمينها من قبل الجيش العربي السوري، وأعادت الدولة السورية بصوابية استراتيجيتها ترتيب كل ما فعلته الفوضى الهدامة التي أرادها ترامب والعدو الصهيوني الموجه لبوصلة عربدة إدارته والمخطط لسيناريوهات التخريب، ارادا أن تطول شموخ قامة السوريين المقاومة، وتضرب عمق ثبات الدولة السورية الاستراتيجي بعواصف الإرهاب فلم ولن تنجح ولن تحقق مأربها، واستعصى عليها ذراع الصمود الأسطوري وباءت وستبوء كل محاولاتهما بالفشل.
أميركا اليوم على مفرق طرق في استراتيجية الهيمنة التي تعتنقها والتي جاهر بكل صفاقة بخباياها ومكنوناتها ترامب، ولأن كل إداراتها المتعاقبة متخمة بالرغبة بالسطوة والهيمنة الاستعمارية، وهذا مثبت وموثق بتاريخ إداراتها يجري التمهيد بتسخين الجبهات مجدداً ورفع حدة العربدة العدوانية كمؤشر لملامح إدارة جديدة ترسم لها “إسرائيل” أحداثيات الاستهداف وتقود جموح إرهابها وبلطجة خطواتها.
لكن رغم محاولة رسم المشهد السوري مجدداً بنيران التصعيد العدواني والنفخ برماد إرهاب تشظت حلقاته وفقد فعاليته الميدانية، إلا أن النفخ العقيم في قربة مثقوبة لإرهاب بات يلفظ أنفاسه الأخيرة على الجغرافيا السورية، ومحاولة اللعب على وقت إرهابي إضافي في المشهد السوري الميداني، لن يجدي نفعاً ولن يطيل أمداً إرهابياً مهما استمات المعتدون.
التسعير العدواني الجاري مفاده أن حرارة المرحلة السياسية والعسكرية تحتم على محور الإرهاب زج الكثير من الحطب لإشعال المشهد، لتتمكن واشنطن من تثبيت خرائطها الاستعمارية في الجزيرة السورية وإطالة أمد وجودها الاحتلالي بذريعة عودة إرهابيي داعش فتستثمر بسرقة النفط السوري ونهب عائداته إلى مدى زمني أطول.
لن تجري رياح الخواتيم كما تشتهي واشنطن ويشتهي العدو الصهيوني وأدواتهما، ولن يجدي الإدارة الأميركية نفعاً كل ما تقوم به من مناورات عدوانية لا تخرج عن سياق التأرجح العبثي على حافة نهايات مشروعاتهم في سورية، فحيل ثعالب البيت الأبيض مفضوحة وغاياتها مكشوفة إلا لمن على عيونهم غشاوة وهم ينساقون وراء زيف الأوهام، فالوقت الميداني لم يعد يسعفهم، والمساحة التي يسعون فيها لتثبيت واقع احتلالي مشوه وهجين على الخريطة السورية لن ينالوها مهما أوغلوا في جرائمهم، ولهثوا لتدوير آلة الإرهاب.
حدث وتعليق- لميس عودة