خرجت الجهات المعنية في العام الماضي بعد أخذ و رد ومشاورات بحل لأزمة مازوت التدفئة المتفاقمة منذ أعوام عبر البطاقة الذكية، معتبرة هذا الحل سحرياً، ليس لمازوت التدفئة فقط بل لكل ما يعانيه هذا المواطن من أزمات حياتية، وفعلاً سحب هذا الحل على الغاز والبنزين والمواد التموينية والخبز، ولن نخوض بنسبة نجاح أو فشل هذا الحل على هذه الأزمات، بل سنقيّم هذا الحل من خلال مازوت التدفئة.
إذاً بعد تطبيق الحل الذكي أصبح الناس منتظرين لرسالة المازوت أو الاتصال بهم، ولكن للأسف بعد طول انتظار لم يستلموا إلّا نصف الكمية المخصصة عن عام 2019 سواء كان ذلك في الريف البارد أو المدينة ، والنصف الثاني قيد التأجيل.
علماً أن المخصصات من مازوت التدفئة جرى تخفيضها، فقد كانت أربعمئة ليتر لكل أسرة، ثم أصبحت مئتي ليتر، مع أن هذه الكمية والتي قبلها لا تكفي على طول فصل الشتاء مع أسعارها المرتفعة على البطاقة الذكية بالنسبة للأسر الفقيرة.
والآن دخلنا في شتاء جديد والحال على ما هو من المعاناة ومصارعة البرد القارس الذي يأكل أبدان الكبار والصغار، مع انعدام بدائل التدفئة من حطب وغاز وكهرباء، مع ما يحمله هذا الشتاء من غلاء عشرات الأضعاف لجميع المواد الغذائية وغير الغذائية وفوضى عارمة تضرب الأسواق واستمرار وباء كورونا.
الحقيقة أن رسائل المازوت الذكية عصية على القدوم، ولم يحصل إلا عدد قليل من المواطنين على مازوت للتدفئة في هذا الشتاء، أما عن بقية مخصصات العام الماضي، فقد طواها النسيان وكأن التدفئة في الشتاء أصبحت ترفيهاً بالنسبة للمواطنين ؟!.
القاصي والداني يعلم، أن من يريد الحصول على مازوت التدفئة عن طريق السوق السوداء فالأمر يسير، ولا يحتاج إلّا إلى جيوب عامرة، وهذا الأمر يتم على مرأى ومسمع من الجهات الرقابية، حيث يباع الليتر بسعر يتجاوز الالف ليرة. أما من أين تأتي هذه الكميات إلى السوق السوداء فهي بعهدة الجهات المعنية وأجهزتها الرقابية من خلفها.
إذاً مشكلة النقص في مازوت التدفئة لم تحلها البطاقة الذكية ولا الحلول الاخرى قبل بدعة هذه البطاقة، لأن الحل في مكان آخر معروف لهذه الجهات، ولكن دائماً ننكر الأزمة الصغيرة حتى تصبح أزمات، ودائما نبحث عن حلول بعيدة كل البعد عن صلب الأزمة أو المشكلة.
بكل الأحوال المواطن ما زال ينتظر لعل وعسى يحصل على الدفء الموعود.
عين المجتمع – ياسر حمزه