ليس سراً أن يتعاقد لاعب مع ناد بمبلغ كبير، فمن عادة الأندية الإعلان عن القيمة بشفافية تامة، غير أن أنديتنا مختلفة في هذه الناحية، وهناك شبه إجماع بين الأندية على إخفاء قيم العقود وكأنها أسرار خادشة للحياء!!.
إنه شبه إجماع وليس إجماعا, لأن هناك بعض الأندية التي تتصرف بشفافية ولا مشكلة لديها في التصريح عن الأرقام الحقيقية، فأندية تشرين والكرامة وحطين والوحدة، ميزانياتها التي تجاوزت 800 مليون ليرة، معروفة في الوسط الرياضي ولدى المشجعين، كما أن أكبر صفقات الدوري لهذا العام وصلت إلى 230 مليون ليرة، لكن أكثر الصفقات بقيت طي الكتمان، فهل هو خوف من الحسد ؟!
المال الرياضي يمر بمرحلة ازدهار، يزداد ويتناغم مع الموضة الرائجة في كل العالم، فعقود الاحتراف في معظم أنديتنا بلغت أرقاما جيدة نسبيا مقارنة مع مواسم ماضية، وقد نشط سوق الانتقالات بقوة مع دخول الداعمين ورجال الأعمال على خط المنافسة، ما دفع العديد من محترفينا في الخارج للعودة إلى ملاعبنا، وبالتالي بات التفاوت الطبقي بين الأندية واضحاً، وانسحب ذلك على المستوى الفني فالأندية ذات الإمكانات الكبيرة عززت صفوفها بمهاجمين ومدافعين على سوية عالية ودخلت الدوي بقوة لم تصمد أمامها الأندية الفقيرة، فكان التمايز في النتائج واسعاً، فاحتكرت خمسة أندية فقط المنافسة، والبقية راحت تتصارع في الطابق الأسفل على النجاة فقط.
ختاماً لا بد من القول إن تداعيات هذا الأمر الإيجابية أكثر من منعكساته السلبية، على أنديتنا التي بدأت تتفاعل مع بعضها البعض، وتقترب ببطء من مستوى الأندية العربية.
سومر حنيش- مابين السطور