تعفنت طبخات واشنطن ووصلت حد اللهيب والشواظ في العالم كله، لأنها من سموم لا يعرف أحد كيف تركب، ولا متى تنتهي ليستكمل العالم مسيرته في الحرية والكرامة، واللافت في الأمر أن كل إدارة أميركية جديدة من أي الحزبين كانت تزيد منقوع السموم التي تعدها لمن يقف بوجه طغيانها، لا فرق بين حزب ديمقراطي ولاجمهوري، ولا يمكن الوثوق بكلمة واحدة يقولها الساسة الأميركيون.
في المشهد الذي يبدو صاخباً بين انتقال الإدارة إلى بايدن تعد طبخة سموم للمنطقة تضاف إلى كل ما في الطبخات السابقة، ومع مباهاة من يعدها أنه يستهدف الشعوب ومقدراتها وبكل صلف وغرور ووقاحة يعلن أحد المسؤولين الأميركيين أن: (إدارة بايدن ستفرض سياسة “الضغط القصوى” ضد الحكومة السورية، وأنه عندما يصل بايدن إلى البيت الأبيض لن يُبقي على عقوبات إدارة ترامب فقط، وإنما سيوسّعها، وسيتضمن نهجه المحافظة على وجود عسكري أميركي فعّال في سورية بهدف دعم الانفصاليين باعتبارهم إسفيناً ضد موسكو ودمشق، ولفت إلى أنّ الإدارة الأميركية القادمة ستصيغ سياستها الخاصة بسورية، لكنّ الشيء الوحيد الواضح حتى الآن هو فرض المزيد من الضغوط، بالإضافة إلى توسع محتمل في الوجود العسكري الأميركي في سورية).
هذا الإعلان أليس جريمة حرب كبرى بحق شعب مسالم يقاوم العدوان والظلم والقهر الذي فرضته الدول الغربية، ودعمت الجماعات الإرهابية ومازالت تفعل، وبالوقت نفسه لايخجل العقل الأميركي الانتهازي من التصريح علناً أن الإدارة الأميركية القادمة ستعمل على تصنيف من يدافع عن وطنه في اليمن مجموعات إرهابية، والعالم يرى كيف تم تدمير اليمن بالطائرات الأميركية، ويصنف اليمن كاسوأ حالة فقر ومجاعة عرفها العالم!.
كيف يمكن لأحد في هذا العالم أن يثق للحظة واحدة بما يقوله الأميركيون وكيف له أن يأمنهم على مستقبل البشرية، إنهم صناع السموم بكل أنواعهم، ولم يعد يخفى على أحد اللون الذي يقدم به السم الزعاف، ومع ذلك يصرون على ممارسات عدوانهم.
من نبض الحدث- ديب علي حسن