الثورة أون لاين – تحقيق سهيلة إسماعيل:
تقع قرية حدية في ريف حمص الغربي وتبعد عنها (55) كم، ويبلغ عدد سكانها حوالي ألفي نسمة, وقد حباها الله بطبيعة خلابة, كان يمكن أن تستغلها الجهات المعنية من الناحية السياحية، من خلال الاهتمام بتحسين وتطوير خدمات البنية التحتية والخدمات الأخرى في القرية, لكن ما حصل أن طبيعة القرية الجبلية الجميلة تحولت إلى نقمة, وصارت ذريعة لناحية عدم تنفيذ بعض المشاريع الخدمية، كتعبيد الطرق أو إنهاء مشروع الصرف الصحي أو توسيع المخطط التنظيمي وصولاً إلى استبدال شبكة مياه الشرب الموجودة وإيصال المياه لمشتركين جدد.
هنا سنستعرض ما زودنا به أهالي القرية من شكاوى عديدة تتعلق بنقص الخدمات وانعدامها أحياناً آملين أن يتم إنصاف القرية في القريب العاجل.
الخدمات شبه معدومة.
ذكر المواطن عبد السلام سليمان وهو معلم متقاعد أن الخدمات في القرية شبه معدومة, وإن وُجد القليل منها فهي سيئة ولا تلبي حاجة السكان, فمياه الصرف الصحي تسيل في شوارع القرية مسببة حالة دائمة من الإزعاج للمواطنين, ورغم البدء بتنفيذ مشروع الصرف الصحي إلا أن العمل فيه شبيه بمشي السلحفاة، وقد تمضي عشر سنوات أخرى أو أكثر قبل إنجاز المشروع, وأضاف سليمان أن القرية تشتهر بزراعة التفاح وإنتاجها جيد, لكن المزارعين يعانون من عدم وجود طرق زراعية للوصول إلى أراضيهم البعيدة نسبياً, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ليس هناك تسويق للمحصول, فحتى الآن ما زال الإنتاج في البرادات, رغم أن المزارعين يدفعون مبالغ مالية كبيرة ثمن مبيدات وأدوية زراعية, ويأملون بالتعويض عند القطاف لكنَّ شيئاً من هذا القبيل لا يحصل.
المشروع الذي لم يكتمل:
وتحدث المواطن اسمندر عن مشروع الصرف الصحي الضروري جداً للقرية، منوهاً أنه ومنذ العام 2005 تمت دراسة مشروع الصرف الصحي وحتى الآن لم يتم تنفيذ سوى مرحلتين منه, أي أن ربع سكان القرية فقط استفادوا من تنفيذ المرحلتين, حتى أصبح وضع القرية سيئاً جداً فالمياه الآسنة الفائضة عن استيعاب الجور الفنية تجري في الشوارع, ما أدى إلى انتشار البعوض والحشرات وبالتالي إصابة السكان بمرض التهاب الكبد, وما يزيد الطين بلة أن تلاميذ المدارس ملزمون بالمرور في الشوارع المليئة بمياه الصرف الصحي, وأحيانا يقعون فيها, كما أن القرية تعاني من عدم وجود نقطة طبية أو مركز صحي ليقدم يعض الإسعافات الأولية والخدمات الطبية للسكان, حيث يذهب المرضى ومهما كانت حالتهم إلى المناطق المجاورة رغم بعدها عن القرية كمصياف أو شين أو مشتى الحلو لتلقي العلاج اللازم.
الطريق الرئيسي بلا صيانة:
وأضاف اسمندر أن طريق القرية الرئيسي بحاجة ماسة للصيانة فهو منفذ منذ العام 2001 وحتى الآن لم تتم صيانته كتعزيل المجرى المائي أو فتح العبارات أو تنظيف الجهة اليمنى منه من الأتربة والأشواك التي تعيق الرؤية عند المنعطفات, ما يجعل إمكانية وقوع حوادث سير متوقعة في أي لحظة, بالإضافة إلى أن وضع التيار الكهربائي في القرية سيئ جداً, حيث تحدث أعطال متكررة بسبب أعطال الكبل الأرضي المعذي للقرية والقرى المجاورة، نتيجة الحمولة الزائدة لأن قرية مريمين وما حولها موجودة على خط التغذية نقسه (رغم بعدها جغرافيا).
لا وسائل نقل تصل إلى القرية:
أما مختار القرية غصن اسمندر فتحدث عن معاناة سكان القرية بسبب عدم وجود وسائل نقل تربطها بمدينة حمص, إذ تزداد المعاناة بالنسبة للطلاب والموظفين, هناك سيارة واحدة تنطلق من القرية في الصباح الباكر, لذلك يضطر الطلاب وبعض الموظفين للمشي مسافة 5 كم للوصول إلى الطريق العام حيث تمر سيارات مشتى الحلو, وهذا الموضوع يرهق طلاب الجامعة وأهاليهم من الناحية المادية.
تبرعنا بمقر للمركز الصحي ولكن..!!
كما ذكر مختار القرية أنه ومنذ سنوات عديدة تبرع بمبنى لمديرية الصحة لفتح مركز صحي في القرية ليستفيد الأهالي من خدماته, لكن مديرية الصحة لم توافق على اقتراحه, وهو الآن يجدد تبرعه بقطعة أرض لإشادة بناء للمركز الصحي, واعتبر مختار القرية أن الجهات المعنية لم تأخذ بعين الاعتبار أهمية توسع القرية الديموغرافي, وأهمية إيصال الخدمات الضرورية للقاطنين في التوسع المذكور وفي مقدمتها مياه الشرب, فهناك الكثير من المواطنين لم يتم إيصال مياه الشرب لهم حتى الان كما أن شبكة المياه أصبحت قديمة وبحاجة للاستبدال.
تبرير بلدية المرانة طبيعة القرية والظروف العامة هي العائق:
تتبع قرية حدية لبلدية المرّانة, وفي اتصال مع رئيس البلدية فؤاد محفوض، وخلافاً لما ذكره المواطنون، اعتبر محفوض أن الأمور في القرية جيدة وليست بهذا السوء, وسنستعرض هنا تبريره بخصوص التقصير في إنجاز مشروع الصرف الصحي, وبإمكان الجهات المعنية ملاحظة التقصير, حيث قال محفوض إنه تمت دراسة المشروع في العام 2005, وبعد إنجاز الدراسة نفذت مديرية الخدمات الفنية تعبيد الطريق الرئيسي في القرية, وفي هذه الحالة لم نعد نستطيع البدء بتنفيذ مشروع الصرف الصحي إلا بعد مرور خمس سنوات, وبعد انقضاء الخمس سنوات كانت قد بدأت الحرب على سورية, وبرزت أمامنا مشكلة عدم توفر الاعتمادات اللازمة لأن المشروع مكلف مادياً, واستأنفنا تنفيذ المرحلة الأولى في عام 2017, ثم المرحلة الثانية في عام 2018 والثالثة في العام التالي, وبكلفة 100 مليون ليرة، والمرحلة الرابعة بطول 1000 م وبكلفة 35 مليون ليرة، وأضاف محفوض أن القرية مقسومة إلى قسمين (حدية شمالية وحدية جنوبية)، وتقع على امتداد جغرافي طويل نسبياً, وننفذ في حدية الجنوبية مسافة 3 كم أي من المصب إلى نهاية الحدود الإدارية لحدية الشمالية.
قوانين جديدة لإيصال مياه الشرب:
أما رئيسة الوحدة الاقتصادية في شين جورجينا سليمان فقالت بخصوص عدم إيصال مياه الشرب إلى المنازل المشادة حديثاً: يجب أن يتقدم المواطنون بطلبات, وهناك قرار ينص على أن تتعهد البلدية بدفع 60% من كلفة التوسع, وأن يكون المنزل داخل التنظيم ومخدماً بشبكة الصرف الصحي, وأضافت سليمان بأن شبكة المياه في قرية حدية أصبحت قديمة وبحاجة للاستبدال وهذا الأمر لا نقرره نحن وإنما مؤسسة المياه والصرف الصحي هي من تقرر.