الثورة أون لاين – تحقيق سهيلة إسماعيل:
أعرب عدد من مربي المواشي (أبقار- أغنام – ماعز) في ريف حمص الشرقي عن امتعاضهم واستيائهم من ارتفاع الأسعار الأخير للأعلاف, واعتبروا في حديثهم مع (الثورة أون لاين) أن الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف مؤخراً سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير, فهم سيعزفون عن تربية المواشي ويتحولون إلى أي عمل آخر, لأنه لن يعود بمقدورهم شراء العلف لمواشيهم, خاصة وأن المقنن المخصص من قبل فرع المؤسسة العامة للأعلاف في حمص خلال الدورة العلفية (شهرين) بالكاد يكفي لمدة قصيرة لا تتجاوز الأيام المعدودة, ما يجعلهم مضطرين لشراء العلف من القطاع الخاص, ومع أن سعره ارتفع لدى المؤسسة فقد تضاعف أيضاً لدى القطاع الخاص.
ورأى قسم آخر من المربين أنهم ولكي لا يذهب تعبهم في تربية المواشي سُدى سيرفعون سعر الحليب ومشتقاته, كما أن بائعي اللحمة سيرفعون سعرها, وهكذا سيجد المواطن – كمستهلك – نفسه في حيرة في أمره, لأن الحليب واللحمة ليست مواد غذائية يمكن الاستغناء عنها, فهل يقلع عن الطعام لكي تفكر الجهات المعنية في إيجاد حل لما يحصل….؟
وهنا, سنحاول معرفة رأي الجهات المعنية بما يحدث, آملين ألا يكون التفكير بحل معقول مؤجلاً مثل بقية المواضيع الأخرى…!!!
مؤسسة الأعلاف: الارتفاع عالمي وليس محلياً
رأى مدير فرع مؤسسة الأعلاف في حمص المهندس عزام بركات أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الأعلاف يعود لأن قسماً كبيراً منها مستورد, وعملية الاستيراد وخاصة في الظروف الحالية مكلفة جداً, ما ينعكس سلباً على السعر, ومن ناحية ثانية يؤثر عدم استقرار سعر الصرف تأثيراً بالغاً, علماً أن الحكومة تدعم أسعار الأعلاف من خلال دعمها للمستوردين وتمويلهم بالقطع الأجنبي, مقابل أن يُسلموا 30% للمؤسسة من كمية الاستيراد بسعر التكلفة, وأضاف بركات أن المؤسسة اضطرت لرفع الأسعار لأن أسعارها ارتفعت على المستوى العالمي, مشدداً على أن المؤسسة تدعم مربي الحيوانات ممن يسجلون حيازاتهم لدى الزراعة لأن طبيعة المؤسسة خدمية ربحية…!!
هكذا أصبحت الأسعار..
وعن تفاصيل أسعار المواد قال بركات: أصبح سعر طن مادة النخالة 250 ألف ليرة, أي الكيلو بـ 250 ليرة, وسعره لدى القطاع الخاص 400 ليرة, وسعر الكيلو من كسبة فول الصويا 8665 ليرة, ولدى القطاع الخاص 1100 ليرة, أما الذرة الصفراء فسعر الكيلو لدى المؤسسة 485 ليرة، وسعره لدى القطاع الخاص 670 ليرة، وهو سعر متقلب دائماً, وسعر الكيلو من الجاهز حلوب 385 ليرة، و600 ليرة بالسعر الحر, بينما يبلغ سعر كيلو الشعير 350 ليرة في المؤسسة و450 ليرة في السوق, وكيلو كسبة القطن 600 ليرة و1100 في السوق المحلية.
وهكذا يجد بركات أن الأمور جيدة لكنه نسي أن ما يُعطى للمربي عن طريق الجمعيات الفلاحية المسجلة لدى فرع المؤسسة لا يكفي سوى عدة أيام، معتبراً أن الغاية هي دعم المربي وليس إعطاؤه كل ما تحتاجه حيازته من المواشي..!!!
واتحاد الفلاحين غاضب
المحطة الثانية كانت من خلال تواصلنا مع رئيس فرع اتحاد الفلاحين بحمص يحيى السقا الذي أجاب بجملة واضحة وقاطعة وتلخص موقف الاتحاد ليس على مستوى محافظة حمص فقط بل على مستوى القطر إذ قال: لقد تحفظ الاتحاد العام للفلاحين بمكتبه التنفيذي على قرار رفع أسعار الأعلاف الأخير, ونحن بدورنا نتبنى القرار وقد عممنا ذلك على الروابط والجمعيات القلاحية, لأن تأثيرات القرار ستنعكس بشكل سلبي كبير على أسعار الحليب وكافة مشتقاته, وعلى أسعار اللحوم وما يلحق بها, كما أنه ستأثر سلباً على قطاع الثروة الحيوانية الداعمة للاقتصاد الوطني، لناحية قلة أعدادها, حيث سيعزف الكثير من المربين عن تربية الحيوانات في حال عدم إيجاد حل معقول لهذا الأمر، باختصار نحن في اتحاد الفلاحين غير موافقين على رفع أسعار الأعلاف بهذه الطريقة المجحفة بحق المربين.
البحث عن بدائل للأعلاف..
وفي فرع تطوير الثروة الحيوانية بحمص اعتبر مديره الدكتور إيميل سلوم أن القرار مجحف وسيكون له انعكاسات سلبية على أعداد الأبقار والأغنام التي ترفد السوق المحلية بالحليب ومشتقاته وباللحوم, لسبب بسيط وهو ارتفاع تكاليف إنتاج هذه المواد حيث يعتمد إنتاجها بشكل رئيسي بنسبة تتراوح بين 55 – 70% على التغذية, ورأى سلوم أنه من الأجدى والحالة هذه البحث عن بدائل للأعلاف من خلال فرع تطوير الثروة الحيوانية حيث يتم تشجيع المربين بتوزيع الشجيرات الرعوية عليهم (الفصة الشجيرية – الصبار الأملس) كبديل جزئي عن الأعلاف, وتعتبر الأعلاف الخضراء مصدراً مهما لتحسين كمية وجودة الحليب, وتحسين الخصوبة لدى الحيوانات.