الظرف الاستثنائي.. والتوقيت الاستثنائي.. يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أن دورة مجلس الاتحاد العام للفلاحين التي انطلقت أعمالها اليوم لن تكون عادية أو شكلية، وإنما استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، لأن أمننا الغذائي واكتفاءنا الذاتي وتحسين مستوى معيشة المزارعين تعلو ولا يعلو عليها شيء من الأفكار والقضايا والرؤى الثانوية ـ الهامشية.
لقاء اليوم وغداً يجب أن لا يكون محصوراً ضمن زاوية “مناقشة الأوضاع الزراعية ـ نقطة انتهى” الضيقة، ولا بتسجيل المواقف وتبادل الاتهامات وتحميل المسؤوليات “كما درجت عليه العادة في اللقاءات السابقة”، وإنما يجب أن يكون نوعياً وعاماً وشاملاً بامتياز، عنوانه العريض ليس فقط توصيف الواقع والتناوب على سرد المعوقات والصعوبات والمشكلات التي تعترض سير العملية الإنتاجية الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، وإنما اقتراح الحلول والبدائل الممكنة لا التعجيزية، ليس للأخذ فقط بيد هذا القطاع الاقتصادي الحيوي والمهم جداً الذي يتصدر سلم اهتمامات وأولويات عمل الحكومة، وإنما يدفعه وبقوة باتجاه تحقيق أهدافه بالشكل الذي يعزز تنافسيته ويساهم في تطويره وتكامله مع القطاعات الأخرى من خلال تحقيق فائض في الإنتاج الزراعي بالنوعية الجيدة والملائمة للاستهلاك المحلي، والتصدير ضمن المواصفات القياسية العالمية، والاستفادة من الميزة النسبية للمنتجات الزراعية السورية، وخلق القدرة التنافسية وتدعيمها واعتماد التنوع الإنتاجي وفق الملاءمة البيئية، وتحقيق مساهمة جيدة في الناتج القومي عن طريق زيادة الإنتاج والإنتاجية، والاستخدام الأفضل لمستلزمات الإنتاج وإدخال زراعات بديلة قدر الإمكان ذات عوائد اقتصادية، والتركيز على عملية تصدير المنتجات المصنعة ونصف المصنعة للاستفادة من القيمة المضافة، وزيادة العائد الاقتصادي وتحقيق ميزان مدفوعات إيجابي، فضلاً عن توفير المشاريع المولدة للدخل للمساهمة في تحسين المستوى المعيشي للمنتجين والنهوض بالمناطق الأقل نمواً، والحد من الفقر، وتحقيق التنمية المتكاملة الشاملة للقطاعات والمناطق، وتفعيل دور الإرشاد في نقل نتائج البحث العلمي للمزارعين وبالعكس لحل مشكلاتهم والاستفادة من التنوع الحيوي والبيئي للمنتج المحلي، وزيادة الوعي لدى المزارعين لزيادة الكفاءة الإنتاجية.. والقائمة تطول.
وهذا الأمر يحتاج إلى شراكة استثنائية.. وسياسات استثنائية وسلوك استثنائي.. وأسلوب عمل استثنائي.. وعقول استثنائية.. تساعد لا تعقد عملية الوصول إلى نتائج استثنائية غير تقليدية.
الكنز- عامر ياغي