يوم ودعنا العام المنصرم قلنا أنه كان عاماً قاسياً بكل ما تعني الكلمة، وتمنينا أن يكون العام الجديد عام تفاؤل نتجاوز خلاله كل أو بعض الصعاب التي عشناها بحلوها ومرها، لكن على ما يبدو أن أملنا لن يتحقق لأن ما نعيشه من ضغوط حياتية يدلل على ذلك.
ففي قراءة متأنية وعاقلة للمشكلات التي عانيناها ونعانيها والتي تم ترحيلها من العام الماضي، نلحظ أننا لم نجتز المرحلة الأصعب في حياتنا والتي تتمثل بقضايانا الحياتية والمعاشية.. حالة الغلاء ما زالت تسيطر على السوق.. وتجار الأزمات هم أنفسهم الذين يتحكمون بالسوق.. بالمقابل هناك هموم للمواطن قد أثقلته على الرغم من أن هذا المواطن هو بوصلة عمل حكومتنا التي تؤكد على أن المرحلة القادمة أشد وأصعب لأنها تحتاج إلى إعمال الفكر والضمير وتحتاج أيضاً إلى مواجهة صريحة مع الذات والتوقف على مواطن الخلل والفساد المتفشي ودراسة أسبابهما، وسبل التخلص منهما، وإيجاد الحلول التي تخلصنا من حالة الغلاء غير المسبوق الذي يفرضه الفاسدون دونما رحمة، هكذا هي رؤية الحكومة للعمل خلال المرحلة القادمة كما وعدتنا، ويبقى السؤال:
ما هي الأسس التي تعالج من خلالها الحكومة تلك المؤشرات، مضافا اليها قضايا الناس الذين يعانون من الغلاء الفاحش دونما حلول، والذي لم تضع له حداً، إضافة لقضايا حياتية أخرى تبدأ من تحسين الواقع المعاشي والحياتي هذا الواقع الذي بات مزرياً.
صحيح أن كل التصريحات الحكومية تؤكد أن المواطن سيبقى هو البوصلة ومحور وهدف كل الإجراءات، والاهتمام بأوضاعه المعيشية والخدمية وتلبية احتياجاته وطموحاته وخاصة الخدمية منها، وضبط الأسعار، والعدالة في تقنين الكهرباء، وترشيد الإنفاق الحكومي منعاً للهدر والفساد، وترميم المؤشرات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية، كل هذه الأمور نظرياً جيدة جداً، لكن النظري شيء والواقع شيء آخر..!!.
تصريحات التجارة الداخلية وحماية المستهلك تصدر كل يوم غير أن اللحوم تحلق عالياً وأسعار الخضر والفواكه حدث ولا حرج.. الألبسة أسعارها خيالية.. المواد التموينية بمختلف مسمياتها بين لحظة وأخرى تزداد أسعارها مضاعفة!!. فهل تحمل الأيام القادمة حلولاً طال انتظارها؟.
حديث الناس- اسماعيل جرادات