الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
مهمة صعبة.. ومرحلة قاسية من العمل تنتظر إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بسبب ما أفسده الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي قوض ما بقى من هيبة ومصداقية لأميركا التي تهاوت على عتبات الكونغرس، وهذه التحديات الكبرى التي سيرثها بايدن، يشوبها حالياً عقدة إقصاء ترامب نهائيا من السلطة، في ظل المخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات والاضطرابات تزامنا مع حفل التنصيب بعد ثلاثة أيام..
ومع الإجراءات الأمنية المكثفة، والأسلاك الشائكة وآلاف الجنود المسلحين والمتواجدين في طرق وساحات وشوارع العاصمة واشنطن وأميركا عموماً استباقاً لـ 20 الشهر الجاري، يبدو أن الحماس يدفع بايدن لمحاكاة ترامب بما فعله في أول يوم من تنصيبه، حيث أعلن الرئيس المنتخب أنه سيوقع في اليوم الأول من رئاسته سلسلة من الأوامر التنفيذية، في وقت تم حشد عناصر الشرطة في كل أنحاء الولايات المتحدة استعدادا ليوم انتقال السلطة الأربعاء المقبل.
وتتعلق تلك الأوامر التنفيذية بالتصدي لجائحة كوفيد-19 وتدهور الاقتصاد الأميركي واللا مساواة العرقية والتغيّر المناخي، وفق ما أعلن رون كلين أحد كبار مستشاري بايدن، وهي “أزمات تستوجب تحركاً عاجلاً”، موضحا أن بايدن يريد التصرف بسرعة “لإعادة مكانة أميركا في العالم” على حد تعبيره.
وقال كلين الذي سيتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض إن “الرئيس المنتخب بايدن سيتحرك ليس فقط من أجل إصلاح الأضرار الأكثر خطورةً التي تسببت بها حكومة ترامب، لكن أيضاً من أجل فتح المجال أمام البلاد للتقدم”، مشيراً إلى نية الرئيس الجديد إعادة بلاده إلى اتفاق باريس للمناخ.
في حين تتّجه الولايات المتحدة سريعا نحو تسجيل 400 ألف وفاة بكوفيد-19 وأكثر من مليون إصابة أسبوعيا، مع تفش خارج عن السيطرة للفيروس، بينما الاقتصاد ليس بأفضل حالاً فهو تحت وطأة تداعيات الجائحة التي تسببت بإلغاء عشرة ملايين وظيفة، كما يواجه المستهلكون الأميركيون والشركات صعوبات معيشية.
وكان بايدن كشف هذا الأسبوع عن خطة لتحفيز الاقتصاد بقيمة 1,9 تريليون دولار عبر تقديمات مالية وغيرها من المساعدات الهادفة لإخراج الولايات المتحدة من أسوأ أزماتها منذ الثلاثينات، تليها في الأسابيع المقبلة خطة استثمارات من أجل إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد، وتشمل الإجراءات تقديم شيكات للأسر وتمويلات من أجل إعادة فتح المدارس وأخرى لتحفيز إجراء فحوص وتسريع عملية التلقيح، وتأمين سيولة للشركات الصغرى ودعماً غذائياً معززاً، وهي بذلك تستجيب للمشاكل الطارئة وتمنع البلاد من السقوط أكثر في الأزمة.
ويعتزم بايدن تمديد المهل النهائية للطرد من البيوت أو وضع اليد عليها بسبب الأزمة المرتبطة بالوباء، ولزيادة تحصين الأميركيين، يريد إنشاء مراكز تلقيح محلية وتعزيز التعاون بين السلطة الفيدرالية والولايات وزيادة حملات الوقاية.
كما سيصدر الرئيس الـ46 للولايات المتحدة مرسوماً يجعل من وضع الكمامة في المقرات والأماكن التابعة للدولة الفيدرالية أمراً إلزامياً وكذلك عند التنقل بين الولايات.
فيما يقضي أحد المراسيم الـ12 المعلن عنها برفع منع دخول الأراضي الأميركية عن مواطني عدة دول ذات غالبية مسلمة، الذي فرضه ترامب بعد أيام فقط من توليه منصب العام 2017.
وتبنّي هذه الإجراءات الأولى عبر مراسيم يسمح للرئيس الجديد بتفادي المرور عبر الكونغرس ولا سيما مجلس الشيوخ، الذي قد يكون عليه تكريس نفسه لإجراءات عزل ترامب.