يومان فقط ويخرج مجنون البيت الأبيض من الحياة السياسية لتبقى أفعاله الرديئة تذكر به كأسوأ ما تكون الذكريات وخاصة لأبناء منطقتنا.. سقط ترامب داخلياً في الانتخابات الأميركية وفي اختبار “الكورونا” وفي “غزوة” الكابيتول… ولكنه سقط خارجياً قبل ذلك “ربما” بمئات القرارات غير الأخلاقية التي اتخذها والكثير من السلوكيات التي اقترفها خلال أربع سنوات صعاب، والكثيرون يتطلعون لرؤية الرئيس الجديد جو بايدن بوجه آخر مختلف عن سلفه سيء الذكر..ولكن هل يتغير وجه أميركا بتغير الرؤساء..ربما هذا هو السؤال الذي ما زال – وسيظل – يؤرق الجميع؟!
ثمة من يرى أن القرارات المجنونة التي اتخذها ترامب، والتي رفعت منسوب الكراهية والأحقاد سواء داخل أميركا أو في العالم، ستبقي شبحه حاضراً لفترة طويلة في أداء الإدارة القادمة، فآلية التراجع عن الكثير من القرارات في أميركا معقدة وليست بالأمر الهين، في ظل ما يسمى بالدولة العميقة التي سمحت لمثل هذا الأحمق أن يأتي إلى عالم السياسة بظروف مشبوهة وأن يخرج منها بفضيحة، وقد يقضي بايدن أربع سنوات لنزع الألغام التي زرعها في طريقه، هذا إذا افترضنا جدلاً بأنه يريد القطيعة الكاملة مع الحقبة الترامبية؟!.
تشير الأخبار القادمة من واشنطن بأن عاصفة من القرارات الجديدة سيوقعها بايدن في اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، منها ما يتعلق بجائحة كورونا التي فشل ترامب في إدارتها ومنها ما يتعلق بإصلاح الاقتصاد الأميركي المتعثر بسببها، ومنها ما يتعلق باتفاقية المناخ، لكن أحداً لم يذكر كيف سيتعاطى بايدن مع الأزمات التي فاقمتها إدارة ترامب في شرقنا العربي، أزمة الاتفاق النووي مع إيران، الاحتلال الأميركي في سورية، “صفقة القرن” وما ألحقته من أضرار بالغة بحقوق الشعب الفلسطيني، العربدة التركية وجنون أردوغان، العدوان السعودي الهمجي على اليمن، الحصار والعقوبات الأميركية المفروضة..إلخ، وكل ما عدا ذلك قد لا يكون مهماً بالنسبة لشعوب المنطقة التي عانت كثيراً من السياسة الأميركية وما زالت تعاني.. والأهم من ذلك كله هو كيف ستتعاطى دول المنطقة وشعوبها مع قرارات الرئيس الجديد من منطلق الفاعل أو المنفعل..ربما هذا هو السؤال..؟!.
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود