الثورة أون لاين-لجينة سلامة:
يبدو أن اتخاذ قرار الحجر الصحي لفترة مدروسة وما يشمل ذلك من تعطيل لحركة الاقتصاد والعملية التعليمية وغيرها بهدف الحد من انتشار الفيروس، بات أمرا غير مطروح على الأقل في الفترة القريبة. فقد أدرك المواطن أنه الحجر الأساس في التصدي للفيروس عبر التزامه بسبل الوقاية على اختلافها, بالشكل الذي يضمن أن يكون غير ناقل له وغير مساهم في انتشاره .وهذا لا يتحقق ما لم يكن قد وصل إلى مرحلة الوعي لحجم دوره الأساس والفعال في التصدي له. بالإضافة إلى قناعته المطلقة أنه وباء سيطول مكوثه وأثره السلبي على الصحة والعجلة الاقتصادية والحياة بكل مفاصلها.
ومن هنا كانت الضرورة الملحة لأخذ الحذر والالتزام بإجراءات التصدي، الأمر الذي لا يقف عند قرار حكومي أو تفرد برأي.. فالإجراءات الاحترازية للحد من انتشاره وللتقليل من عدد الإصابات و الخسارة بالأرواح البشرية التي لا تعوض باتت أمرا مطلوبا من الجميع ريثما تعود الحياة إلى مجراها الطبيعي وإن طال الوقت.
وهو أمر نلمسه بوضوح خاصة على صفحات (الفيس بوك) ليتخيل لك أن الكل بات اختصاصيا في علم الوراثة والفيروسات والجراثيم . فتقرأ على صفحاتهم إرشادات وتوجيهات ودراسات عديدة و آراء طبية متناقضة يخيل لك أنهم من أهل الاختصاص وهم في الواقع لا يمتون لذلك بصلة لا من قريب ولا بعيد.وفي الحقيقة أنه لا يمكن تجاهل أهمية ما يتم طرحه على صفحاتهم بالإضافة لمتابعة صفحات الاختصاصيين أنفسهم فقد ساهم هذا بشكل أو بآخر في تشكيل وعي جمعي لآلية التصدي للفيروس (كوفيد 19). وهذا لم يكن ليتم لولا دور الإعلام الوطني بقنواته التلفزيونية والإذاعية ومواقعه الالكترونية ،الذي قدم عبر برامجه التوعوية ورسائله الصحية والتحذيرية والإرشادية طرق وآليات إبعاد شبح الفيروس وخطورته وتأثيراته المباشرة على الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضا.
لابد من القول اخيراً انه يجب ان تكون السواعد متكاتفة دولة ومواطنين للحد من انتشار الفيروس وللتقليل من عدد الوفيات بهدف استمرار الحياة على طبيعتها وعودة العجلة الاقتصادية إلى ذروتها رغم ماأحدثه الفيروس من أزمات شملت نواحي مختلفة في المجتمعات كافة.