الثورة أون لاين -ديب علي حسن:
ملايين المتابعين في العالم، تشخص عيونهم، وتتابع ساعة واشنطن هذا اليوم، ليس إعجاباً، ولا لأنها الأكثر دقة، هذا كله خارج دائرة الحساب، بل لأنها الأكثر أذى وعدوانية في العالم كإدارة أميركية تحشر نفسها في كل شاردة وواردة وتريد أن تضبط إيقاع كل شيء على ما يجري فيها.
بين ترامب المغادر وبايدن القادم، ثمة انتظار، قد لايحمل للمتابعين أي مفاجآت كبيرة في السياسات والأعمال والمواقف، ولكن ما حدث ولا يزال في طور التفاعل من أحداث واقتحام لما يدعونه (عاصمة الديمقراطية ومعقلها) يحمل رسائل كثيرة، وفضح حتى الأعماق ما كانت واشنطن تتاجر به على أنه قمة الرقي والحضارة والقدرة على تصدير التجربة الديمقراطية المزعومة للعالم كله، بل وفرضها، وعلى الآخر أياً كان أن يستجيب لها.
مشهد الشوارع المدججة بالسلاح، بالحرس الوطني، والجيش النظامي، ومن نعرفهم أو لا نعرفهم، أو لم نسمع بهم من أجهزة أمنية، والقلق والتوتر الذي كاد أن يحول أصخب عاصمة في العالم إلى مقبرة لا صوت فيها بليلة ليلاء، هذا المشهد ليس عاديا، وعلى العالم كله أن يفهم الدرس الذي جاء على طبق من الانتظار، مع أن الصورة كانت واضحة وجلية أن التضليل صناعة أميركية بامتياز.
اليوم الحقائق على أرض، لايمكن لأحد مهما كانت بلاغته وقدرته على التضليل أن يزور ما يجري من فوضى، ومن ردات فعل أميركية تدعي أنها لحماية الأمن والاستقرار، وهنا المفارقة: ما يجري في واشنطن إرهاب وعدوان، وما يجري بدعم أميركي في الكثير من العالم تسميه وشنطن حريات، لقد دقت ساعة الحقيقة العارية، من واقع ما يجري هناك، وعلى الادارة الأميركية أن تصارح العالم وتعتذر منه وتعترف أن العدوان أينما كان هو عدوان، ليس عدواناً في واشنطن والولايات الأميركية ، وحريات في الدول التي لا تمضي بركب عدوانها.
ساعة واشنطن ليست ميقات العالم، ولا قدره، لكنها اليوم بداية انقشاع ما تبقى من تضليل، وقد يكون الدرس مفيداً، ولكن ثمة من بأذنيه صمم.