فقط “الكومبارس” يتبدّل!

 

ثمة من يروج في وسائل الإعلام الغربية أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة جو بايدن، الذي سيتم تنصيبه اليوم، سوف يعيد لأميركا هيبتها المفقودة، وسيخرجها من الأنفاق المظلمة والمستنقعات الخطيرة التي أدخلها بها دونالد ترامب طيلة أربع سنوات من حكمه، لكن السؤال الجوهري هنا: هل حقاً تتغير سياسات أميركا بتبدل وجوه رؤسائها؟!.

وهل يختلف بايدن عن ترامب وبوش وأوباما وكارتر وغيرهم ممن رحلوا أم أن القضية لا تعدو كونها تبديل “كومبارس” البيت الأبيض الذي ينفذ السياسات العامة لأميركا، ويحاول تطبيق أجندات الحكومة العميقة القابعة في الظل، وبكل حذافيرها التي تفرضها الشركات الاحتكارية وأصحاب رؤوس الأموال؟!.

الإجابة عن هذا الأمر لا تحتاج إلى كثير عناء لإخراجها إلى الضوء، فأميركا العدوانية والإرهابية بحق شعوب العالم ظلت هي أميركا رغم تبدل كل الوجوه التي ذكرناها، ولم يعهد العالم يوماً تبدلاً جوهرياً أرساه رئيس دون آخر.

من هنا يجب على أبناء منطقتنا تحديداً عدم التعويل على بايدن في طي صفحة أميركا العدوانية حيال قضايانا، بل كل التسريبات والتصريحات الصادرة عن فريقه الذي اختاره لقيادة الوزارات والملفات تشير إلى أن الأخير لن يسحب مثلاً قواته المحتلة من سورية، وأنه سيفعّل إجراءات وإرهاب “قيصر” ضد السوريين، وأنه سيستمر بدعم الانفصاليين والتنظيمات الإرهابية تحت الذرائع السابقة التي انتهجها ترامب خلال ولايته، وربما نراه أسوأ من ترامب وهو يستنفر “حظر الكيميائية” و”حقوق الإنسان” ومجلس الأمن الدولي لإصدار التقارير الملفقة حول سورية واتخاذها ذريعة للعدوان وتشديد الحصار والعقوبات عليها.

ويجب على الفلسطينيين أن لا يعولوا على بايدن في إنصافهم، أو إعادة حقوقهم وطي صفحة صفقة القرن المشبوهة، بل أن يعولوا على وحدة صفهم ومقاومتهم، كما يجب على دول المنطقة برمتها أن لا تعول على تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع حول نية بايدن في التغيير الإيجابي المزعوم، بل على الجميع أن يتوقع أن يتفوق على سلفه بالبلطجة وهضم حقوق الآخرين، ولن ينقذ أميركا والعالم من الغرق، لأن سياسات بلاده العمياء تسير إلى الطوفان دون تبصر أو بصيرة.

وأكثر من ذلك ربما نجد بايدن وهو يصرّ على الانسحاب مثلاً من اتفاقية باريس للمناخ ومن الاتفاق النووي مع إيران كما فعلها ترامب، ويصرّ على قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية، ويصرّ على افتعال الأزمات والحروب.

وربما نراه أيضاً وهو يزايد على ترامب في رفع شعار “أميركا أولاً” وبابتزاز الخليج ونهب أموال إماراته، ويتفوق عليه بإصدار قرارات مزيفة عن سيادة إسرائيل على الجولان والقدس وربما أيضاً على الدار البيضاء ومقديشو والإسكندرية وبنغازي وصنعاء ومكة والرياض، وباختصار شديد تتبدل وجوه “الكومبارس” الممثلين للحكومة العميقة ويدخلون إلى البيت الأبيض ولكن تستمر السياسات العدوانية بحق العالم ذاتها، والعاقل يتعظ بما جرى في الواقع على مدى عقود!.

بقلم مدير التحرير أحمد حمادة – من نبض الحدث

 

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها