أيام معدودة وتنتهي العطلة الانتصافية لطلابنا، قضاها البعض في البيت بسبب سوء الأحوال الجوية، من مطر وبرد وهطلات ثلجية، كانت مبرراً قوياً للآباء لفرض حجر منزلي على أبنائهم، وعذراً مقبولاً لهم بالعودة عن وعود انتزعها الأبناء منهم للقيام بنزهة أو تسوق أو سفر، من المؤكد سترهق كاهلهم بأعباء مادية وتراكم همومهم المعيشية.
هؤلاء الأبناء لاحيلة لهم أمام إعلان الآباء عجزهم النفسي والمادي عن الترويح عن أبنائهم وتفريغ طاقاتهم السلبية، إلا اللجوء إلى حديقة المنزل أو مداخل البنايات أو الأسطح وربما الشارع، ليسمعوا بهوسهم المفضل (لعبة الطقطيقة ـ ولعبة الحرب وكرة القدم وغيرها) من به صمم حاجتهم للعب.
أطفالنا ..ثروتنا الأغلى،هم طاقة وحيوية متجددة، تجاهلها وكبتها بين جدران المنزل تحولها إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار غضباً وتوتراً، وتخلق سلوكيات خاطئة وتصرفات سيئة من تخريب وفوضى وتشاجر الإخوة مما يزعزع الأمن الأسري ويخل بتنشئة تربوية صحيحة.
تصريحات كثيرة وعديدة ومتنوعة أطلقها بعض المعنيين في ورشات عمل وندوات ومؤتمرات، تؤكد حرصهم على تلوين لوحة سعيدة لطفولة تنعم بالصحة والتعليم والأمان، وعود بحاجة إلى ترجمة واقعية، والحل فيما يخص على الأقل ما طرحناه في زواية اليوم من فراغ طفولي، لايحتاج إلا لجهود مجالس المحافظات والبلديات والتنسيق مع من يهمه الأمر لإصلاح حديقة ما في حي، أو إنشاء نادي بأجور رمزية وتفعيل مدارس صديقة الطفولة، لتفتح أبوابها خلال ايام العطل، مكاناً آمناً للطلاب للعب وتنمية هواياتهم بإشراف مختصين.
عين المجتمع – رويدة سليمان