المعارض الجماعية الهادفة إلى تشجيع واكتشاف الطاقات الشابة ودفعها خطوات إلى الأمام تتزايد يوماً بعد آخر، وهذه ظاهرة صحية ، لأن اهتمام الشباب بالفنون وتذوقهم له، أفضل من أن يكون عندهم اهتمامات أخرى قد تكون ضارة بالمجتمع . وفي الدول الراقية كل يوم تدخل أسماء جديدة، وهذا لا يؤثر على الأسماء الهامة، لأن البقاء في النهاية للأفضل ، ولهذا من الضروري أن تكرس الصالات معارض لتظاهرات الشابات والشبان ، وإجراء مسابقات ومنح جوائز تشجيعية لمن يظهر مقدرة في تشريح مشاهد الواقع, ويؤكد مظاهر التفوق, في امتلاك تقنية اللون وتفهم أسرار الحداثة التشكيلية في سياق البحث عن الجديد الإبداعي والابتكاري.
والعمل المشترك يفتح باب الجدل والسجال ويؤدي إلى تبادل الخبرات والمواقف والأفكار والآراء، وعلى الصعيد التشكيلي يجب تشجيع هواجس التمرد على الفنون المطروحة والمستهلكة والبائدة، والتأكيد على مسألة انفتاح التجارب الشابة على الحرية في التشكيل والتلوين والتعبير باستخدام الوسائل التقنية العصرية ، وصولاً إلى التفاعل مع فنون ما بعد الحداثة التشكيلية, التي عرفتها عواصم الفن الكبرى .
وأهمية الفن التعبيري والتجريدي المرتبط بإيقاعية التشكيل العفوي والتلقائي والبدائي أحياناً, تكمن في مدى تفاعله في حداثته مع تأملات التراث الشرقي، في خطوات انفتاحه على عوالم الرسم والحركة والمساحة الملونة بالأحاسيس والمشاعر الفياضة .
ويجب التصدي للأزمة العامة التي يواجهها الفن التشكيلي في العالم أجمع، والناتجة عن انجراف الأجيال الفنية وراء التقليد والتفاعل مع كل ما هو سطحي وسهل ومستهلك ، من أعمال عبثية وسطحية وغيرها، وبالتالي يجب الحد من هذه الظاهرة، بدلا من تكريسها والترويج لها، وذلك لإنقاذ الأذواق العامة من خطرها ، ويجب التفاعل مع اللغة المتجددة ، التي تحمل معطيات المتغيرات المستجدة على الساحة الفنية للوصول إلى عمق ثقافة فنون العصر، التي جاءت كخطوة قادرة على إنعاش حركة التجليات التشكيلية الجديدة والمعاصرة، دون التقوقع في إشاراتها السطحية والمباشرة، حيث تتجاوز من الأساس الإيقاعات التشكيلية المألوفة في الفضاء الواقعي المرئي، مع المحافظة على روح أو جذور التراث العربي والشرقي.
رؤية- أديب مخزوم