الطّوابع الشّعبيّة في الشّعر الأندلسيِّ

الثورة اون لاين – رنا بدري سلوم:
“إحياء التراث العربي ونشره”، تصدّرت هذه الجملة كتاب” الطّوابع الشّعبيّة في الشّعر الأندلسيّ” للدكتور محمد رضوان الدّاية، فلم يكن عبثاً اهتمامه بهذا النوع الأدبي وهو أستاذ الأدب والنقد، والكتب التي أصدرها في التأليف وتحقيق النصوص التراثية والإبداع الأدبي زادت على سبعين كتاباً، لتذكير القارئ العربي بالجوانب المهمة من حياة الأدب العربي، ولاسيما ما يدعوه المؤرخون” الفردوس المفقود” ويعده سائر الباحثين جزءاً متمماً للفكر العربي وهو ما تناوله هذا الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وفي إضاءتنا على مضمونه نجد أن المقصود بالطوابع الشعبية وكما عرّف الكاتب الداية “أن الشعر يَفصِلُ من قلوب شعوبه وأفئدتها، وينطق بلسانها في مختلف العصور، فهو دائماً يصوّر حياتها وآلامها وآمالها، سواء في عصور الابتهاج أو عصور الابتئاس، مستذكراً قصيدة اختارها مقدمة لكتابه للشاعر أحمد شوقي يقول فيها:
كان شعري الغناءَ في فرح الشّر قِ وكان العزاء في أحزانهِ
قد قضى الله أن يؤلّفنا الجُر حُ وأن نلتقي على أشجانهِ
نحن في الفكرِ بالديار ِ سواءٌ كلّنا مشفقٌ على أوطانهِ
وكان هذا التصوير على أتمّه في العصرين الجاهلي والإسلامي، لنقاء اللغة آنذاك من العامية، ومع ذلك ظل الشعر الفصيح في العصور المختلفة هو الذي يترجم عن مشاعر الشعوب العربية.
وفي تعريف الدكتور محمد رضوان الدايّة للشعر الأندلسي أنه يقدم صوراً متلاحقة مع تطور تاريخ تلك البلاد منذ الفتح الباهر الذي اجتاز شبه جزيرة إيبرية إلى أوروبا وصولاً إلى ظلال دولة غرناطة التي كانت السّور الأخير الذي كان يسوّر الوجود العربي في تلك البلاد، فكان للأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وانحسار دول ومجيء دول وحركة الاستغلاب التي قصدت إلى أخذ جزيرة الأندلس شيئاً فشيئاً آثارٌ بالغةٌ في حياة الناس، ومن هنا كان الشعر الأندلسي ممثلاً لفكرة التعبير عن الناس، وحكايا أحوال البلاد والانغماس في قضايا الأمّة الصّعبة، وكان الشاعر صوتاً مدوياً في طلب حق المواطن وحماية الوطن، واستمرار الأمة على حال التقدم والرُّقي، والمساعدة على التماسك.
وقد جاءت فكرة الدكتور الداية بتأليف كتاب ” الطوابع الشعبية في الشعر الأندلسي” لرصد الطوابع الشعبية في الشعر الأندلسي على سبيل الاستيفاء على قدر ما تسمح المصادر، وتفصيل ذلك بحسب الموضوعات المختلفة في فنون الشعر وأغراضه، وأنواع النظم الأخرى التي اشتهرت بها الأندلس “الموشحات والأزجال” وظهرت في الأندلس موضوعات كان صوتها فيها عالياً وهو من خصوصيات الأندلس: من بكاء المدن الضائعة أو الخِربة، وشعر الاستنجاد والاستنصار، والتشوق إلى البلاد لكثرة الرحلات وكثرة الهجرة.
تناول الكتاب الكلام على الطابع الشعبي في الشعر الأندلسي واستعراض موضوعات الشعر التي يعالجها البحث بأسماء أصحابها، وتقديم نصوص للقارئ مصادرها ومراجعها بعيدة عنه في الأغلب الأعمّ أو ليست تحت تناول يده، والربط بين التاريخ السياسي والحضاري وبين مجريات حركة الشعر هناك، إضافة إلى تفسير أصول نصوص شعرية ذائعة ووضعها في موضعها من تاريخ الشعر الأندلسي على منهج هذا الكتاب ومقصده، وتكملة صورة الحياة الأدبية والثقافية والفكرية عن الأندلس في مخيلة القارئ العربي وتذكيره بهذا الجانب المهم من حياة الأدب العربي في ما يدعوه المؤرخون (الفردوس المفقود) .
وأخيراً وكما بنّد الدكتور محمد رضوان الدّاية ما يقدمه الكتاب الذي يقع في مائة وواحد وتسعين صفحة من الحجم الكبير للقارئ هو توضيح هذه الإشراقة الدائمة لكل ما يخص الأندلس في ما يكتبه الأدباء والشعراء العرب في العصر الحديث عن الأندلس في جوانبها المختلفة وبأنها إشراقة صنعتها أقلام كتاب الأندلس وشعرائها وعلمائها وموسيقيها ورحالتها وأسهمت في صناعتها خطوط المهندسين والمعماريين، ومن هنا بدا الكتاب دراسة متأنية محدودة الإطار تستغرق أغراض الشعر الأندلسي التي تتضح فيها فكرة الطوابع الشعبية وفيه أيضاً ملامح معرفية وثقافية واجتماعية ينتبه إليها القارئ في أثناء عرض كل فقرة من فقرات هذا الكتاب الذي سيغني المكتبة العربية بلا شك.

آخر الأخبار
الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟ سوريا فرصة استثمارية لا تعوض الواقع الزراعي بطرطوس متهالك ولا يمكن التنبؤ بمصيره مجلس مدينة حلب يوقّع العقد التنفيذي لمشروع "Mall of Aleppo " تحذيرات أممية من شتاء قاس يواجه اللاجئين السوريين.. والحكومة تتحرك القابون .. وعود إعمار تتقاطع مع مخاوف الإقصاء  180يوماً.. هل تكفي لتعزيز الاستثمار وجذب رؤوس الأموال؟ تعليق العقوبات الأميركية ينهي العزلة التكنولوجية ويخفض تكاليف الاستيراد سوريا حاضرة في مؤتمر رؤساء البرلمانات الدولي بباكستان تخفيض أسعار المشتقات النفطية.. هل يوازن حركة العرض والطلب؟