الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
العمل الإنساني كان ومازال، أحد محاور الاهتمام الرئيسة للجمعيات الأهلية في سورية متمثلاً في عدة أمور كترميم الحاجيات الأساسية للأسر المحتاجة والاهتمام بالتدريب المهني وتعليم الطلاب الذين ليس لهم معيل وكفالة اليتيم وغيرها من الأمور التي تساهم في دعم المجتمع المحلي ورفع مستوى الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.
في هذا الاتجاه هناك مبادرات غير تقليدية وداعمة تسعى من خلالها الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين في منطقة دوما إلى تقديم يد العون لشرائح مختلفة من المجتمع والأسر المحتاجة في المجالين الخيري والتنموي، يؤكد المهندس محمد فارس البرغوت رئيس مجلس الإدارة أن الجمعية تأسست منذ ستين عاماً برقم إشهار 534 وهي تعمل في مجال الإغاثة والتأهيل والتدريب وفي مجال الإنتاج بعد أن طورت عملها في هذا الاتجاه، مشيراً إلى وجود مكتب للمساعدات الدائمة للمرضى الذين لا يستطيعون العمل، وقسم للمساعدات الموسمية مخصص للعائلات التي ليس لديها إمكانيات لشراء مستلزمات المدارس أو الأعياد، ومكتب لمسة عافية المخصص لمساعدة أصحاب الإعاقات الدائمة مثل الشلل الرباعي ويوجد مكتب الغائبين وهو مخصص للأسر التي ليس لها معيل، وهناك مكتب أصدقاء اليتيم الذي من خلاله يتم تقديم رواتب شهرية للطلبة الأيتام وفقاً لثلاث شرائح مالية إضافة إلى مبالغ مالية تخصص للأمهات الحاضنات لليتيم.
وتحدث رئيس مجلس الإدارة عن خدمات تصل لأكثر من 515 أسرة بشكل دائم، وإلى 250 أسرة ضمن برنامج لمسة عافية وهي موجهة للمعوقين أو الكبار في السن، ورعاية 466 أسرة فقدت معيلها والتي تتضمن أكثر من ألف طفل، مع خدمات دائمة لأكثر من 3200 يتيم وهناك 1500 حاضن لليتيم.
لافتا إلى وجود مطبخ الخيرات الذي يعمل على طهي 200 كيلو غرام من الأرز يوميا ويتم تفعيله بشكل مستمر خلال شهر رمضان وهو حالياً يقدم خدمات لمصلحة الجمعية فقط.
يؤكد المهندس فارس أن الجمعية تنطلق من المسؤولية والشفافية في عملها من حيث التدقيق والتوثيق والتشاركية مع كل الفعاليات الاجتماعية التي تحث على التنمية وتركز على توزيع المواد العينية والمبالغ المالية ما يأتي إلى الجمعية من التبرعات المحلية ولا يوجد سلة غذائية معينة لكونهم لا يعملون مع منظمات دولية، مشيراً إلى أن الجمعية تقوم بدراسة حال كل أسرة من خلال مكتب الدراسات الذي يقيم وضعها ومن ثم تصنيفها بعد إعداد استمارة ورقية والكترونية والقيام بزيارة منزلية بهدف تحقيق أكبر قدر من العدالة في عملية التوزيع والتي تشمل إعانات دائمة وموسمية ومساعدات خاصة بفترة الأعياد وإعانات الشباب والفتيات المقبلين على الزواج وكفالة دراسية للطلاب وحصص من المواد الغذائية التي ترد للجمعية مع حصص دورية من اللحوم.
مشغل الأصيل
تفعل الجمعية مشاريعها التنموية انطلاقاً من شعارها يدك بيدنا نخفف المعاناة فقد أشار المدير التنفيذي للجمعية توفيق البرغوت إلى جملة من الخطوات العملية بدأت بافتتاح مشغل الأصيل وتجهيزه بأفضل الآلات والمكنات المتطورة اللازمة لتصميم وخياطة الملابس لكل الأعمار، مبيناً أن جميع العاملات في المشغل هن بالأساس من النساء اللواتي كن يحصلن على المساعدات وتم تدريبهن على مهنة الخياطة بكل تفاصيلها من خلال دورات تدريبية استمرت أربعة أشهر، بعدها تم توظيفهن في الجمعية براتب شهري.
وأشار المدير التنفيذي للجمعية إلى وجود 94 مكنة خياطة حديثة مع افتتاح خط جديد لتفصيل الجينز، وهناك 43 عاملة تم تدريبهن ضمن دورات تأهيلية مجانية، إضافة إلى استمرار الدورات في تأهيل المزيد من النساء والفتيات بشكل عملي ومهني كإجراء تعتمده الجمعية لتأمين فرص عمل تستطيع من خلاله السيدة الحصول على راتب شهري والتخلص من الآثار السلبية للفراغ المنزلي.
لافتاً إلى التوسع في تقديم الخدمات فعلى سبيل المثال اتخذ مجلس الإدارة قراراً برفع سن اليتم من 14 إلى 15 للذكور ومن 14 إلى 16 سنة للفتاة، ولكل فتاة وصلت إلى هذا العمر ولم تتزوج تقدم لها مساعدات مالية وعينية شهرية لمساعدتها في استكمال دراستها، وهناك دعم مالي للطلاب الذين عمرهم فوق ال16 سنة، ورواتب للفقير بلا معيل وللدائمين والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة حيث تصل المبالغ الشهرية التي تدفعها الجمعية لجميع الشرائح الموجودة لديها إلى أكثر من 50 مليون ليرة سورية شهرياً، وكل أسرة مزودة ببطاقة خاصة بها بلون يدل عن طبيعة الخدمة المطلوبة
دورات تأهيلية
انطلاقاً من خيري إلى خيري إنتاجي تقوم الجمعية بأربعة دورات كل دورة تضم 25 متدربة وغالباً هؤلاء من المحتاجين بالجمعية حيث يتم نقلهم من الحاجة إلى أشخاص منتجين يعتمدون على أنفسهم، وعليه أكد السيد توفيق أن عمل الجمعية يتم برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ففي العام الماضي تم تدريب 300 عاملة على الخياطة وكل عام يرتفع العدد وهؤلاء يتوجهون إلى
سوق العمل بدلاً من انتظارهم لخدمات الجمعية، وهناك من يقدم لهم المواد والمستلزمات التي تساعدهم على افتتاح مشروعهم الخاص بهم.
مديحة خلل من العاملات في قسم التصميم بينت أنها تدربت في الجمعية وخضعت لعدة الدورات إلى أن أصبحت مدربة في الدورات التي تقام حالياً في الجمعية، مشيرة إلى أن أهم خدمة حصلت عليها من الجمعية هي العلم والخبرة ببرامج التصميم، والعمل على القيام بدورات تدريبية متتالية بحيث تحتضن كل دورة 25 متدربة بشكل مجاني.
أصدقاء اليتيم
بدورها تحدثت السيدة أميرة مديرة مكتب أصدقاء اليتيم عن دورهم في دعم هذه الشريحة من الطلبة من خلال مراجعة ومتابعة دروسهم من صف الروضة إلى المرحلة الإعدادية إذ يحتضن المكتب أكثر من 750 طالباً وطالبة، الأمر الذي ساهم في رفع المستوى التعليمي للطلبة وخاصة أن هناك 100 طالب وطالبة مواليدهم 2015 فهؤلاء ولدوا خلال فترة الأزمة وهم بحاجة لتقديم الرعاية والتعليم.
مشيرة إلى أن كفالة اليتيم تتم في منزله حيث توزع عليهم المبالغ المالية الشهرية إضافة إلى دعمهم في الدورات التعليمية والأنشطة الترفيهية، من خلال توفير نوادٍ ترفيهية للأطفال وأخرى خاصة للأمهات لتدريبهن على المهارات الحياتية
الأمل الأكبر
المشروع الأكثر أهمية وفقاً للمدير التنفيذي للجمعية والذي يتم العمل عليه حالياً هو التوسع في ورشات ومشغل الخياطة وتفعليه بشكل أكبر والتركيز على موضوع التعليم المجتمعي خلال فترة الصيف بإشراف مدرسات متطوعات دون مقابل بجميع الاختصاصات، مبيناً أن الأمل الأكبر هو إعادة مبنى الأيتام وترميمه حيث تم الانطلاق في إصلاحه، بهدف استقطاب أكبر عدد من الأيتام والأطفال الذين بلا معيل، إضافة إلى إعادة افتتاح ورشة الأمل التي كانت تحتضن 100 عاجز يعملون بمهن مختلفة تتناسب مع وضعهم الصحي وتؤمن لهم المواصلات والسلل الغذائية والرواتب الشهري لحمايتهم من التسول والحاجة.