عالم سري..

كل ما عاشته مؤخراً من أنواع تواصل لم يمنحها سوى مزيد من فراغ..

نادرة هي حالات التواصل التي تشعرها بالامتلاء.. وبرغبة عيش المزيد منها.

في نصه الذي تحدّث فيه عن عزلة الأنا يقول غاستون بيرجي: “عالمي السري سجن منيع وأكتشف في نفس الوقت أن أبواب عالم الآخرين موصدة في وجهي وعالمهم مغلق بقدر انغلاق عالمي أمامهم”..

وكأن توصيفه يتماشى تماماً وما تخلقه لدينا تكنولوجيا ستيف جوبز من أساليب التقاء وانغلاق مع الآخرين..

في ستينيات القرن الماضي كانت كلمات بيرجي تلك.. بعيدة مقداراً كافياً عن العزلة التي اخترعتها أجهزة “جوبز” الذكية.

ما نحياه حالياً هو نوع من عزلة مضاعفة وربما نوع من “وحدة مكرسة” بتكنيك عالي المستوى.

بالنسبة لها ثمة شبكتان تتقاطعان لديها الآن.. شبكة تواصل عنكبوتي وشبكة أفكار لانهائية أيضاً.. تثيرها كلمات أي من الكتاب..

لم تفقد عادتها تلك التي تلاعب بها عيناها كلمات وأفكار تعجب بها لكتّاب يثيرون فضولها.. أن كيف تمكنوا من التقاط ما تشعر به..!

وكأنما يعبّرون عنها هي تحديداً..

تسحرها تلك الحالة.. تتمسك بها.. وكل نص من هذا النوع تتعامل معه وكما لو أنه جوهرة ثمينة.. جوهرة أفكار.. تمنحها نوعاً من الإشباع والغنى الداخلي اللازم للاستمرار.

تضحك من تلك المفارقة التي خلصت إليها تلقائياً..

فتواصلها مع أفكار الكتّاب وكلماتهم يمنحها امتلاء وغنى أكثر من التواصل الحي مع الآخرين، بمختلف أشكاله..

هل المشكلة لديها أم لديهم..؟

لعلها مشكلة مشتركة غير ملحوظة بشكل مباشر ولا هي نافرة لدرجة تفرض تلافيها وتخطيها..

“إن هذه الحميمية مع ذاتي التي تحميني وتحددني، هي عائق نهائي أمام كل تواصل مع الغير”..

مجدداً تعود كلمات “بيرجي” لتلتقط ذرا ما تفكر به.. وكأنما امتلك مجساً خاصاً اخترق عبره الفاصل الزمني الذي يبعده عن زمن جوبز.

أفكار الأول تقاطعت مع المنجز العلمي للثاني..

فحميمية كل منا أصبحت محمية ومحدودة بالآن عينه.. كما أصبحت عائقاً مضاعفاً أمام كل تواصل مع الغير (الآخر)..

وبمقدار ما نفتح نوافذ للتواصل والتلقي.. نستطيع أن نغلقها ساعة نشاء..

أليس كل ذلك دليلاً على زيادة مساحات الوهم.. والامتلاء بالفراغ أكثر وأكثر..؟!

رؤية- لميس علي

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...