فيفيان جبور.. تشكيل دخاني على خلفية واقعية

الثورة أون لاين ـ أديب مخزوم:

” دخان راقص” عنوان معرض الفنانة التشكيلية وطبيبة العيون فيفيان جبور في مركز ثقافي أبور مانة، ولقد تضمن 40 لوحة ( بقياسات كبيرة ومتوسطة وصغيرة ـ مرسومة بألوان الزيت على كانفاس) وبأداء واقعي لافت، يصل ألى حقائق الأشكال في ظلالها وألوانها وشاعريتها وأضوائها، وبإيقاع متوازن، يعتمد على الدقة في التأليف والدراية في التنفيذ، فهي ترسم لتحقق حالات المواءمة والموازنة بين الواقعية والتشكيل الخيالي الدخاني، المنبعث من شمعة أو من ثنايا بعض العناصر المرسومة أو من أرضية اللوحة وعلى شكل ضبابي أحياناً، كأنها ترسم دخان حرائق الأمكنة والمدن المنكوبة والمهجرة. وبذلك فهي تكسر أفقية الامتداد الواقعي التقليدي بهذه العناصر الدخانية المبسطة والمختزلة وتمنحها خصوصية أسلوبية مميزة.

خطوط العمر..
ورغم اتجاهها في المقطع الواحد من اللوحة للوصول إلى نمنمة تفصيلية واعية وهادئة، نستشف قدراتها على الجمع بين ما هو واقعي وما هو خارج عن إطار الرسم الواقعي، والذي يعطي مشاهدها بعداً خيالياً، يعبرعن رؤى مخيلتها الإبداعية، متبعة تجليات الحركة الواقعية واللاواقعية في آن واحد. وتركز أحياناً لإظهارالملامح المتغيرة والمتبدلة في الوجوه، كتعبير عن التحول الذي يطرأ عليها من فترة إلى أخرى، وذلك لإظهار نسيج الحياة والعمر وعلامات الزمن. فاللوحة تشكل مدخلاً هنا لتأمل خطوط الوجه في مراحل عمرية مختلفة.
هكذا يمكننا الاقتراب من عوالم لوحاتها، وتفهم معاني (الواقعية السحرية) المقروءة في تفاصيل الأشكال المختلفة، وفي ألوان عناصر المشهد، والتي تجعل تشكيلاتها الحديثة تتناسب مع طروحات أو نداءات العودة، إلى الرسم الواقعي، بمعنى أنها ترسم أحياناً بدقة تفصيلة، وتضفي في أحيان أخرى، المزيد من العفوية عبر هذه العناصر المرسومة بالبياض اللوني وتدرجاته المختلفة.
وهذا لا يمنعها من الاتجاه في بعض لوحاتها الأحدث لاختبار طريقة الرسم بلمسات لونية عفوية، وهذا يعني أنها تبرز في لوحاتها تحولات جديدة عبر تنقلها من عقلنة واقعية، إلى عفوية لونية، إلا أنها سرعان ما ترتد إلى لغة الوعي، حين تجسد بلغة تصويرية مفرطة في واقعيتها، حركات إنسانية متنوعة في وضعياتها وتعابيرها.
والمرأة هي نقطة الارتكاز الأساسية في تجربتها، تعمل من خلالها للوصول إلى خصوصية عبر أساليب متعددة أو متنوعة. وهي تتجه إلى المباشرة في تقديم المشهد الواقعي، وصولاً إلى إضفاء بعض اللمسات الرومانسية على أجواء بعض لوحاتها.

فنانة فكرة..
والشيء البارز في بعض لوحاتها الجديدة، يكمن في قدرتها على تحويل الفكرة إلى لوحة تشكيلية، فقياس الزمن يتم في إحدى لوحاتها برسم الوسائل العلمية بدقة لافتة، والحوار الإيقاعي، يستند الى نوتات وآلات موسيقية، تتنوع من لوحة إلى أخرى. كما تركز لإظهار الزخارف الدقيقة، والأجواء الأيقونية المسكونة بالهواجس الروحية وبدلالات التأمل الصوفي. حتى أن كثرة الشموع تجعل لوحاتها أقرب إلى الجو الكنسي أو الأيقوني.
ولوحاتها تشير إلى تصميم صاحبتها على التواصل مع رغبتها في أن تبوح بهواجسها الفنية، بصدق وأمانة، زاهدة بكل شيء، وبذلك تريد أن تقول لنا إن الفن هو ضرورة حياتية، وليس مظهراً من مظاهر الترف الثقافي أو الحضاري، وهذا دليل واضح على أنها فنانة تمتلك حساسية بصرية وروحية، وتبرز كعاشقة أبدية للفن والثقافة قبل أي شيء آخر.
وتشدنا اللوحة ليس بتقنيتها التي تحقق عناصر الواقعية السحرية فحسب، وإنما بمعالجتها الحديثة، التي تحقق حالات العفوية، والمصاغة بحرية واثقة، وبالتالي فهذه الحركات الدخانية السريعة والمبسطة، تبدو غنية بتعبيرها ومكثفة بالأحاسيس الصادقة، ويظر أحياناً بياض الدخان منبعثاً، من بين الكتب والمخطوطات على رفوف مكتبة على سبيل المثال.
والرسم الواقعي الذي تمارسه يرتكز على تقنية الرسم الواقعي، لجهة التعمق بصياغة تشكيلات رصينة وعقلانية، نراها ضمن تمثيلات فيها أمرأة أو وجه أو الة موسيقية في اللوحة الواحدة، بكل التحديدات والتفاصيل الصغيرة والدقيقة.

إطارات بخلاف السائد..
وعلى هذا تتجاوز فيفيان جبور في صياغة تشكيلاتها الدخانية، الأساليب التقليدية، حين تقوم بتجسيدها، بلمسات عفوية منسابة طلاقة وحيوية، وتلتقي مع أساليب الفنانين المحدثين، حين تمد اللوحة بثمرات خبرتها التقنية، في خطوات الوصول إلى الهدف الجمالي المطلوب. ومن جهة أخرى بقيت في إطار الرسم الواقعي، الذي يشكل خلفية تشكيلاتها الدخانية، لأنها آمنت منذ البداية بالقدرة على الرسم أو على التجسيد، تماماً كما تؤمن بقدرتها على التشكيل الحديث، الذي ينطلق من أجواء تجاوز الفضاء الواقعي، أو تذويبه في عناصر خيوطها الدخانية الخارجة عن المألوف والمتداول والمطروح في معارض الفنانين.
والخروج عن المألوف نجده أيضاً في طريقة تأطير بعض لوحاتها، وأيضاً في طريقة عرض لوحاتها الصغيرة، على حوامل صنعتها لهذه الغاية.
وحين تعالج الوجوه والأطراف والثياب والعين كما تراها تحت المجهر، فهي تقنعنا أنها اكتسبت الدقة في الرسم، من خلال اختصاصها الطبي، في مجال جراحة العين، وهذا ما جعلها تحقق أعلى درجات الواقعية القصوى، من منطلق الحفاظ على الخط الأسلوبي، وكل ما تستلزمه اللوحة الواقعية من توازنات في التأليف والتلوين معاً، وهي في تنقلاتها من لوحة إلى أخرى، تتجنب أسلوب القفز أو الانقلابات المفاجئة، فاللون في عناصرها الواقعية، متدرج بانسجام، رغم المظاهر البصرية الجامعة بين الدقة والعفوية، بحيث نرى أن العناصر الواقعية الدقيقة، لا تلغي العفوية وإنما تأتي مكملة لها.

إن وجود هذه اللوحات، يأخذنا في نزهة بين الألوان والأشكال الواقعية والأجواء السحرية، للتأكيد على أهمية الارتباط بإشارات ومظاهر الرسم الواقعي، الحديث في خطوات البحث عن آفاق بصرية جديدة. فحالات الدمج بين عدة إيقاعات، ما بين اللمسة المكثفة واللمسة الرقيقة، وما بين السطوح اللونية الباهرة ولمسات اللون القاتم، وضعنا في آن واحد، أمام إيقاعين مغايرين ومنسجمين في آن واحد.

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان