الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
“أيام السينما السورية” تظاهرة سينمائية تحمل أكثر من دلالة وأكثر من رسالة وخاصة أنها تُقام في كل من (الحسكة ودير الزور والقامشلي)، فعلى الرغم من الحصار والدمار الذي مارسته وتمارسه المجموعات الإرهابية ضد ألوان الحياة فإن شعبنا باقٍ يتذوق الإبداع ويتوق للجمال ويتلمس روح السينما بكل ما فيها من ألق وسحر، السينما حاضرة مع جمهورها على امتداد الجغرافية السورية الواحدة.
الفعالية السينمائية “أيام السينما السورية” التي تقيمها المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع مديرية المراكز الثقافية تقدم عروضها ضمن المراكز الثقافية، وتأتي هذه التظاهرة بدافع تواصل المؤسسة مع جمهورها المُحب للسينما والسعي للمساهمة في نشر الثقافة السينمائية، وتنطلق التظاهرة في الخامس عشر من الشهر الجاري ولمدة أربعة أيام حيث تُقام حفلتان يومياً الساعة ١١ صباحاً و٥ مساء ، والأفلام المشاركة فيها من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ، وهي (دمشق حلب ، دم النخل ، عزف منفرد ، رد القضاء) .
فيلم (دمشق حلب) إخراج باسل الخطيب وسيناريو تليد الخطيب ، تدور أحداثه ضمن حافلة لنقل الركاب ، تنتقل من دمشق إلى حلب ، ويسافر فيها مجموعة أشخاص مختلفي التوجهات والأعمار والأهواء ، بحيث يقدم صورة عن جزء من المجتمع السوري ، بما يحمله من تنوع وتعدد في طيف بنيته الاجتماعية يصف المخرج باسل الخطيب الفيلم بالقول : (هو عمل درامي مستوحى من حياة السوريين ، ويشبه الحياة التي نعيشها اليوم بكل تناقضاتها وتجلياتها ، فالفيلم مرآة وانعكاس للواقع) .
فيلم (دم النخل) إخراج نجدة أنزور وتأليف ديانا كمال الدين ، قصائد الشاعر عمر الفرا ، يتناول ضمن أحداثه كيف سعى عالم الآثار السوري خالد الأسعد للمحافظة على كنوز مدينة تدمر رافضاً المغادرة وتركها للسلب والنهب ، فدفع حياته ثمناً لذلك على يد العصابات الإرهابية المسلحة ، كما يستحضر الفيلم شخصية الملكة زنوبيا فظهر وكأن هناك حارسين لتدمر ، الملكة زنوبيا وخالد الأسعد ، كما يؤكد الفيلم الذي حمل العديد من الدلالات على فكرة أن العدو الطامع ببلادنا هو واحد منذ آلاف السنين إلا أنه في كل مرة يظهر بلبوس مختلف .
فيلم (عزف منفرد) سيناريو وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد ، ويعتبر الفيلم محاولة لالتقاط مكامن الخير داخل كل منا ، جاء مُطعّماً بالروح الإنسانية السامية ، ويمكن أن نشم من بين تفاصيله وشخصياته رائحة سورية بكل ما تعبق به من دفء وحب وحنين وأصالة ، قدم أفكاره بكثير من النبل دون أن يغرد خارج الواقع ، طارحاً الوجه الآخر للحرب وبشاعتها ، مفضلاً رؤيتها من زاوية أخرى ، تلك الزاوية التي يمكن من خلالها رؤية الجمال وسط القبح لنقول (لا تزال الدنيا بخير) .
فيلم (رد القضاء) إخراج نجدة إسماعيل أنزور وسيناريو ديانا كمال الدين ، يحكي عن ملحمة من ملاحم الجيش العربي السوري والصمود الأسطوري ، متناولاً أحداث سجن حلب المركزي والحصار الذي كان مفروضاً عليه من قبل المسلحين إلى أن استطاعت قوى الجيش العربي السوري تحريره ، ويشير المخرج إلى أنه انحاز في الفيلم إلى الحالة الإنسانية (سلطنا الضوء على حقيقة ما جرى فعلاً في مدينة حلب داخل السجن فالسجين حمل البندقية ودافع مع الشرطي ، كان السجن بيته ووطنه ، لم يقبل أن يأتي مسلح ويهاجم السجن حتى وإن كان سجيناً فيه) .