يتميز دورينا الكروي بالعديد من السمات، لكن “الإرهاق المالي” كان السمة البارزة في السنوات الأخيرة، ليس ذلك فحسب بل تجاوزت مفاعيل هذا الإرهاق البيت الداخلي للأندية إلى خارج الملاعب.
باتت الأحاديث منصبة باتجاه الناحية الإدارية البحتة، مع عدم اللامبالاة بالجانب الفني، نسينا طرق اللعب وأساليبه واستراتيجيات المدربين وجوانب الإعداد وتحركات الملعب، وصرنا نتحدث بصوت واحد عن المشكلات الإدارية والمالية والتخطيط والإعلام والإداريين والميزانيات والعقود وتجديدها، فباتت شجون خارج الملعب أكثر من هموم داخله ؟!.
كلام كثير دار حول المشكلات المالية الكبيرة التي تعاني منها أغلب أندية الدوري الممتاز، والمتابع للمشهد الكروي يدرك جيداً أن عشرة من أربعة عشر نادياً، في دوري النخبة، تعاني من أزمة ديون خانقة، خصوصاً في ظل المبالغ الفلكية التي تعد أهم مميزات دورينا المحترف!!.
المشكلة باختصار تتمثل في عدم وجود مداخيل، حيث تقلصت الموارد السابقة مثل دعم أعضاء الشرف والمحبين والداعمين ودخول المباريات، وتفاقمت المشكلة لأن اللاعبين لا يقبلون بأي تقليص لعقودهم ولو بالشيء القليل، أضف إلى ذلك أخطاء المسؤولين الرياضيين عندما تركوا المجال مفتوحا لإغراء اللاعبين بالملايين، دون وجود سقف، ودون الأخذ بالاعتبار غموض وسوء نظام الأندية القائم، وبذلك تضررت كل أطراف اللعبة وهبط مستوى الكرة السورية.
لذلك لا بد من تصحيح استراتيجية سوق الانتقالات وتخفيض عقود اللاعبين، وسن قوانين صارمة، من أهمها إعلان الميزانية بدقة وتقديمها لاتحاد اللعبة وللإعلام على أن تكون الميزانية متوازنة مع إيرادات الأندية، وعلى اتحاد اللعبة وضع سقف لعقود اللاعبين بحيث تتماشى مع إيرادات ومداخيل الأندية.
ما بين السطور- سومر حنيش