الثورة أون لاين – دينا الحمد:
لم تُبق ميليشيا “قسد” الإرهابية، المدعومة من الاحتلال الأميركي، جريمة إلا واقترفتها بحق الأطفال السوريين، من تهجيرهم إلى قتلهم بدم بارد، إلى اختطافهم، ومنع التعليم عنهم، مروراً بقطع المياه والكهرباء ومنع الخبز والطحين عنهم وعن أهلهم، وقائمة طويلة من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومن الجرائم التعسفية البشعة لهذه الميليشيا الانفصالية تجنيد الأطفال بشكل قسري.
فهذه الميليشيا، التي تأتمر بأوامر المحتل الأميركي وتنفذ أجنداته الاستعمارية، تواصل ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق أطفال الجزيرة السورية، بدءاً بقتلهم واختطافهم وانتهاء بتجنيدهم ونقلهم إما إلى معسكراتها الإرهابية أو إلى مناطق النزاع في دول المنطقة.
وفي الأسابيع الأخيرة كثفت هذه الميليشيا العميلة ممارساتها القمعية بحق الطلاب والتلاميذ الصغار فمنعتهم من الوصول إلى مدارسهم وكلياتهم الجامعية ومعاهدهم، وبدأت بحرق وتدمير تلك المدارس والمعاهد وعسكرتها، وعرقلت العملية التدريسية فيها ومنعت حصولها كي تدفعهم إلى التشرد.
وليس هذا فحسب بل بدأت تختطفهم وتقوم باستخدامهم في التجنيد بدون علم أهاليهم وقبل استكمال دراستهم، وترفض نداءات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الطفل الخاصة بوقف واستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة.
ولأنها ميليشيا إرهابية عميلة فقد حولّ عناصرها الإرهابيون الطفولة في الجزيرة السورية إلى أداة عسكرية في الوقت الذي من المفترض أن يكونوا في منازلهم إلى جانب ذويهم يتمتعون بحياة طبيعية وبأبسط الحقوق، من التعليم واللعب وممارسة الطفولة، بعيداً عن دوامة الحروب والقوات العسكرية ونيران المعارك، وقاموا هؤلاء الإرهابيون باقتياد الأطفال إلى معسكرات اعتقالهم في الشدادي، ومارسوا العنف بحقهم.
ممارسات “قسد” الإرهابية المذكورة لا تشي إلا بشيء واحد لا ثاني له، وهي أنها أداة رخيصة للمحتل تنفذ أجنداته الاحتلالية بتغريب جيل بأكمله وسلخه عن انتمائه الوطني، ولعل الخطوة الأخطر في هذا الصدد تتمثل بمحاولات “قسد” ومرتزقتها فرض مناهج دراسية على الأطفال في الجزيرة السورية على مقاسها الانفصالي، حيث تبدأ بمنع التعليم باللغة العربية ومناهج وزارة التربية السورية وتنتهي بالتضييق على الأطر التربوية التابعة لها، وصولاً إلى تجنيد الطلاب والزج بهم بالقوة للقتال ضمن صفوفها.
ولعل المفارقة الصارخة هنا أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح قامت منذ عام بتوقيع ما يسمى (خطة العمل) مع هذه الميليشيا الانفصالية في محاولة يائسة لإضفاء “نوع من الشرعية” على تلك الميليشيات الإرهابية، فانتهكت هذه الممثلة بشكل سافر مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تؤكد على الالتزام القوي بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، وتصرفت الممثلة الخاصة للأمين العام كممثلي المنظمة الدولية ممن يحابون أميركا ومرتزقتها على حساب القوانين التي تحكم عملهم.
وإذا كانت الدولة السورية قد بذلت جهوداً كبيرة لحماية ورعاية الأطفال ممن وجدوا في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب أو ممن وصلوا إلى عهدة مؤسساتها فإن “قسد” تفعل العكس فتنتهك حقوق الأطفال وتشركهم في أعمالها الإرهابية.
إن انتهاكات ميليشيا “قسد” لحقوق أطفالنا، والتي لم تعد تقف عند حدود لتنكيل والقتل والاعتقال بل الاختطاف والتجنيد القسري ومنع التعليم، تستدعي من المنظمات الدولية التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وتطبيق قوانينها وقراراتها بشكل صارم ووضع حد لهذه العصابات الإرهابية وليس محاباتها على جرائمها نزولاً عند رغبة واشنطن وأدواتها!.