الثورة أون لاين – سامر البوظة :
وسط تواطؤ المجتمع الدولي واستمراره بصمته المريب وتعاميه الواضح عن جرائم الكيان الصهيوني, تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها وممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني, وتصعد من جرائمها بطرق وأساليب مختلفة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم ممتلكاتهم وأرضهم, بهدف الاستيلاء عليها وتوسيع عمليات الاستيطان وتصفية الوجود الفلسطيني.
جرائم لم تقف عند حد توسيع بؤر الاستيطان غير الشرعية أو تصعيد حملات الاعتقالات اليومية التي تشنها واقتحام المنازل وهدمها, بل طالت أيضا الأراضي الزراعية للفلسطينيين في أطراف قطاع غزة المحاصر التي تعتدي عليها يوميا, لحرمان أصحابها من زراعتها في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم منذ أعوام, واليوم وفي جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائمها المتواصلة تلك, أقدمت قوات الاحتلال على إغراق مئات الدونمات الزراعية شرق حي الشجاعية بالمدينة بواسطة فتح عبارات مياه الأمطار، ما أدى لتدمير تلك الأراضي ووقوع خسائر كبيرة للمزارعين، علما بأنها المرة الثانية التي ترتكب فيها قوات الاحتلال هذه الجريمة خلال شهر.
وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت تلك الجريمة, واعتبرت في بيان لها اليوم الخميس، أن إغراق الأراضي الزراعية شرق مدينة غزة جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى يحاسب عليها القانون الدولي، وهي جزء لا يتجزأ من اعتداءات الاحتلال المتواصلة وحربه المفتوحة وحصاره الظالم على قطاع غزة, بهدف تكريس فصله عن الضفة الغربية المحتلة ، وهو ما يؤدي إلى مزيد من المعاناة والآلام والعذابات التي تتكبدها الأسر الغزية وأجيالها.
وحملت الوزارة حكومة العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الجريمة، وطالبت المنظمات والمؤسسات الدولية المختصة الخروج عن صمتها وإدانة هذا الاعتداء، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني بما في ذلك حماية المزارعين وأراضيهم وزراعتهم ومحاصيلهم.
كما طالبت الوزارة المدعية العامة للجنائية الدولية بسرعة الإعلان عن فتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال، بما فيها جرائمه ضد الأهالي في قطاع غزة.
إلى ذلك تواصل سلطات الاحتلال ضغوطها على الفلسطينيين و تضييق الخناق عليهم, حيث توغلت آليات الاحتلال صباح اليوم الخميس، شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت وكالة “وفا” نقلا عن شهود عيان، بأن أربع جرافات عسكرية تابعة للاحتلال، توغلت عشرات الأمتار داخل أراضي المواطنين المحاذية للسياج الفاصل شرق بلدة وادي السلقا شرق دير البلح، وقامت بعمليات تجريف في المنطقة.
من جهة ثانية, واستمرارا في ممارساتهم الاستفزازية وتدنيسهم للمقدسات, اقتحم 17 مستوطنا، اليوم باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية جيش الاحتلال.
وأفادت دائرة الأوقاف الفلسطينية بأن المقتحمين تجولوا في باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال عبر مجموعتين انطلقوا من باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية.