الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
حكايا نعرفها تشد الطفل بتشويقها ومغامراتها، اﻻ أنها استثمرت ذاك التشويق هنا بطريقة نسجت عالم حكاياته مليئة بالفائدة والمثل والحكم،إنها قصة معروفه ،فهي وإن أعيدت مرات ومرات، إﻻ أنها لم تفقد يريقها يوما ،خصوصا عندما نسقط تفاصيلها على واقعنا بشكل بسيط مثلما، يعيشه الطفل السوري، ويقارب حاﻻت مع عوالمه، عندما يدرك المبدع الذي يتوجه إلى الطفل أهمية كل ذلك دون نسيان الجانب الترفيهي، الذي يحتاجه الطفل السوري فإنه هنا يملك التأثير المطلوب ،هذه المعطيات وجدناها بشكل واضح عبر العرض المسرحي( فلة والأقزام السبعة )على صالة مسرح الخيام بدمشق ،إعداد وإخراح (سعيد عطايا) ، فقصته قديمة جديدة، وتتيح الفرصة لخيال الطفل ،لبيحث هنا وهناك حول تلك المغامرات الكثيرة ،التي يمر عليها العرض، كي يطلع الطفل وبعرفه في سياق الأحداث على الكثير من المعلومات التي تفيده في شتى المجاﻻت الصحية والعلمية والاجتماعية وغيرها… حيث حرص العرض على تقديمها خطوة بخطوة مع عالم العرض، الذي ازدحم بالمتعة اللطيفة والتشويق والاغاني الخفيفة ، لشد الطفل إلى التفاعل في أكثر من حانب، عدا عن الجانب الحكائي ،الذي تطور مع رحلة فلة ومغامراتها الجميلة، وإحساسها بالمسؤولية تحاه الأصدقاء، للفت نظر الطفل إلى ضرورة التحلي بقيم التعاون ،والعمل والتمسك بالمحبة، تلك القادرة على خلق روح الجماعة التي تحلت عبر حاﻻت كثيرة، تشير بشكل أو بآخر إلى القيم الإيجابية، التي تنهض بالمجتمع لكن بلغة بسيطة ،يفهمها الطفل خصوصا أنه تم تقديمها بقالب درامي جميل ومقنع حملها اسلوبا لطيفا، كي يحبه الطفل، فيقنعه بضرورة الإيمان بهذه القيم، وذلك بإظهار محاسنها وايجابياتها بشكل عفوي ومنطقي ،وقد استطاع العرض تحقيق ذلك، وشد الأطفال ،وكان لهم مشاركتهم ومواقفهم، وذلك خﻻل التساؤﻻت التي طرحتها شخصيات العرض بشكل دائم لتحريض الطفل على التفكير والمشاركة، وقد أكد المخرج سعيد عطايا هذا الجانب فقال:
أكثر مايميز مسرح الطفل ويوصله إلى أهدافه، هو قدرته إلى شد الطفل وجذبه إلى المشاركة والتفاعل مع عالم العرض، وهذه ميزة هامة، لها تأثيرها على شخصية الطفل من أكثر من حانب، تربوي وسلوكي وجمالي، وتخلق عنده ثقة عالية بالنفس وروح المبادرة، عدا مايحمله العرض وقصته وعوالمه من فائدة وترفيه وقيم وتشويق ،حرصنا على أن نرافق مجريات العرض وقصته.