رسالة مخيبة لآمال المتفائلين الذين اعتقدوا “لوهلة” أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد “بايدن” ستكون مغايرة لسياسة سلفه “ترامب” المتهور خاصة بعد الاخفاقات الكثيرة التي حققتها السياسة الأميركية في المنطقة و إثبات فشلها أمام محور المقاومة و عدم جدوى الضغط السياسي والاقتصادي على هذا المحور لتحقيق مكاسب لمصلحة الكيان الصهيوني…
فمن محاولة استهداف الساحة الروسية الفاشلة لدعم المعارضة كوسيلة ضغط للتخلي عن حلفائها في المنطقة و خاصة سورية إلى إعطائه الضوء الأخضر للكيان الصهيوني بضرب أهداف في ريف دمشق إلى قيام طائراته بالعدوان على دير الزور.
أخطاء بايدن في الشرق الأوسط بدأت مبكرة جداً وربما أسرع مما توقع الكثيرون….
السياسة الأميركية واحدة… أساسها زعزعة استقرار الدول و خاصة في منطقة الشرق الأوسط خدمة للمصالح الصهيونية بهدف الحفاظ على أمن الكيان الغاصب و تفوقه….
و كذلك استمرارها بممارسة الابتزاز.. فهي الأقدر على ممارسة هذه السياسة خاصة مع تلك الأنظمة التابعة و الضعيفة… و ما قيام الرئيس الأميركي “بايدن” بتهديد” ابن سلمان ” بكشف مسؤوليته المباشرة عن قتل “خاشقجي” إلا بداية لمرحلة جديدة من ابتزاز هذه المملكة المتداعية للحصول على تنازلات أكبر و دفع مليارات الدولارات ربما تفوق ما حصل عليها ترامب….
سياسة الرئيس الأميركي الجديد تقوم على مبدأ ” لعبة الشطرنج” بينما كانت سياسة ترامب تقوم على مبدأ المصارعة و السمسرة و رعاة البقر… و كلها بالمحصلة تهدف إلى حماية الكيان الصهيوني والاستمرار بزعزعة الاستقرار وسرقة مقدرات الشعوب و دعم الميليشيات الانفصالية…
سورية لا تهتم لمن يقود هذه السياسة الأميركية سواء كان من رعاة البقر أم من هواة لعب الشطرنج… هي تدرك حقيقة هذه السياسة الإرهابية العنصرية مهما حاولت تبديل جلدتها….
سورية التي خاضت حرباً فرضت عليها منذ أكثر من عشر سنوات للحفاظ على هويتها في مواجهة المؤامرة الأميركية الإسرائيلية القذرة لتحويلها إلى دولة فاشلة كما حصل في اليمن وليبيا….
سورية كانت البوابة التي أفشلت مشاريع أميركا في المنطقة.. و هي لا تقف وحدها… و تفخر أنها تنتمي بل هي أساس محور المقاومة الذي فرض نفسه كقوة إقليمية و دولية أدارت الأزمة بعقل و فاعلية قل نظيرها وفاجأت أعداءها والعالم بسياستها القائمة على النفس الطويل وبسالة جيشها ومقاومة شعبها رغم الإرهاب المتعدد الذي مورس بحقه والذي وصل إلى لقمة العيش…
كلمة الموقع – شعبان احمد