كثيراً ما يحاول البعض هدم جسور الثقة والمحبة بسلوكياته السلبية وتصرفاته الحمقاء، لكننا بحكم الضرورة والعلاقات الاجتماعية التي تفرض علينا التواصل مع تلك الفئة من الناس، بعض زملاء العمل أو الجيران أو الأقارب، نبدو مجبرين على تغيير نمط تعاملنا معهم بكثير من الحساسية والجدية، الأمر الذي يؤثر في طبيعة العلاقة معهم، وهو ما ينعكس على شكل مضايقات وإيذاءات نفسية وسلوكية لكافة الأطراف.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، كيف يمكننا أن نحافظ على جسور الثقة والمحبة التي يحاول أولئك هدمها؟ وهل يمكننا أن نؤثر إيجاباً فيهم؟
الجواب بالتأكيد نعم، شرط عدم معاملتهم بالمثل والبحث عن أرضية مشتركة معهم تجعل من الممكن الحوار والتواصل معهم، على قاعدة أن تخفيض حجم الخلاف والاختلاف مع الآخرين يعدّ من ضروريات النجاح في شتى مجالات حياتنا الاجتماعية.
ولعل الوسيلة الأبرز والتي تعدّ الأنجع في التواصل والتفاعل مع الأشخاص الذين نكره التعامل معهم، هي البحث عن إيجابياتهم وفضائلهم التي غالباً ما تكون نائمة وغارقة في ظلمة هموم الحياة ومشكلاتها وضغوطاتها التي لا تنتهي، والتي تجعل من البعض مجرد جسد بلا روح تلفها المزاجية والعصبية والغضب والتصرفات الغليظة والفظة التي تنفر الآخرين من حولهم، ما يجعل محاولة استخراج وإخراج ما تبقى من تلك الفضائل والحسنات إلى السطح أمراً ضرورياً وملحاً لإنقاذها من الموت والنسيان، ومن ثم ضخ الحياة فيها مجدداً حتى تعود الروح والسلوكيات والأخلاقيات الحسنة والطيبة إلى أولئك الأشخاص.
عين المجتمع – فردوس دياب