من دمشق إلى البوكمال إلى إدلب مروراً بكل الاراضي السورية التي تعاني إجرام التنظيمات الإرهابية والانفصالية العاملة بأمر واشنطن وأنقرة، تنوعت الاعتداءات الإرهابية وتعددت، والمستهدف واحد، هو السوريون في أمنهم واستقرارهم ومستقبل بلدهم.
والهدف من الاعتداءات السافرة التي قامت بها القوات الأميركية مؤخراً على المنطقة الحدودية مع العراق، والتي تتواصل بأشكال أخرى كل يوم في مناطق أخرى أيضاً، ومعها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والمرتبطة هي وسابقاتها بكل ما يجري في سورية من إرهاب وإجرام، سواء كان في إدلب ومحيطها أم في المناطق التي مازالت يوجد فيها فلول لداعش وللتنظيمات الارهابية الأخرى المدعومة من منظومة العدوان، الهدف من كل ذلك هو إطالة أمد الحرب الإرهابية القذرة على سورية، وذلك بإعادة إنتاج الإرهاب الداعشي من جديد وبأشكال مختلفة.
وتأتي هذه الاعتداءات لتؤكد مرة إثر مرة بأن الادارة الأميركية ماضية في مشروعها الإرهابي في المنطقة، وليس هناك من تغيير مع تبدل الإدارة من جمهورية إلى ديمقراطية، بل إن هناك نفساً جديداً عبر عنه العدوان الأميركي الأخير على منطقة البوكمال السورية، والذي جاء بختم الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن.
وفي قراءة للمشهد السياسي والعسكري والأمني سورياً وإقليمياً ودولياً نجد أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل بكل جهدها من أجل إعادة انتاج الارهاب الداعشي في سورية والمنطقة، وذلك من خلال تدوير الإرهابيين من موقع إلى آخر، وهذا ما تؤكده تحركات القوات الأميركية الغازية المستمرة في نقل الإرهابيين من سجن إلى سجن، ومن ثم لإطلاق سراحهم أو تهريبهم من هذه السجون لينتشروا بحسب ما هو مرسوم لهم أميركياً.
ولا يخرج العدوان الصهيوني على محيط دمشق الليلة الماضية، ولا الاعتداءات التي تنفذها بشكل متواصل التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب ومحيطها على المناطق الآمنة، لا تخرج عن سياق التوجه الأميركي الأصيل الذي يسخر كل القوة الأميركية لخدمة الإرهاب، كونه الوسيلة الوحيدة التي تعتمدها الإدارات المتعاقبة لتحقيق الأهداف الأميركية المشبوهة في الخارج.
حدث وتعليق- راغب العطيه