الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
تقول دراسة أجريت حديثا إن القوات الأمريكية شاركت في عمليات عسكرية في 85 دولة خلال ثلاث سنوات، كما كان للتدخلات العسكرية الأمريكية التي امتدت عبر الكرة الأرضية في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول تأثير مدمر على السكان في جميع أنحاء العالم، حيث أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين وشردت الملايين.
وتظهر البيانات الجديدة من قبل الباحثين في معهد واتسون التابع لجامعة براون أنه في السنوات الثلاث الماضية وحدها، شاركت القوات الأمريكية العسكرية في عمليات غزو وحروب وتدخلات وأنشطة في أكثر من 85 دولة على الأقل.
كما تشير الدراسة الجديدة إلى الأنشطة العسكرية الأخيرة لواشنطن خارج حدود الولايات المتحدة والتي كلفت الخزينة الأمريكية وكبدتها الكثير من الخسائر المادية من خلال تمويل وتسليح الإرهابيين في جميع أصقاع الأرض عبر سماسرتها المعروفين في دول الخليج وعبر حلفائها الإقليميين، حيث كانت الولايات المتحدة قوة استعمارية مهيمنة ومتسلطة لعقود خلت وشاركت في الحروب العالمية السابقة وكانت مسببا رئيسيا فيها كما أوضحت دراسات مختلفة سابقة.
فعند قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، كان لدى الولايات المتحدة أكثر من 80 قاعدة عسكرية خارج الولايات المتحدة وهي تتوزع في كافة أنحاء العالم وفقًا لبيانات صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون وعن خبراء عسكريين آخرين مستقلين.
في المقابل، تمتلك الصين، المنافس الرئيسي للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي الرئيسي، قاعدة عسكرية واحدة فقط في الخارج، في شرق إفريقيا، الأمر الذي دفع الكثيرين لإطلاق تسمية الولايات المتحدة بـ “شرطية العالم”، كما كشفت الدراسة الجديدة التي أجرتها الباحثة ستيفاني سافيل لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون عن الخسائر البشرية المذهلة التي خلفتها الغزوات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 37 مليون شخص.
وتقول الدراسة إنه في الغزوات العسكرية الأمريكية التي أعقبت الحادي عشر من أيلول قُتل إجمالي 335745 مدنيا و 177073 عسكريا من جنسيات مختلفة , و12468 من قوات ما يسمى التحالف بقيادة الولايات المتحدة و 7104 من أفراد الجيش الأمريكي.
وتقول الدراسة الجديدة إن القوات الأمريكية على مدى السنوات الثلاث الماضية، ساعدت في عمليات دعم الإرهاب” وتمويله في 79 دولة على الأقل، وأجرت تدريبات عسكرية في 41 دولة، وشاركت في قتال في 8 دول، ونفذت غارات جوية في 7 دول، بما في ذلك العراق وأفغانستان واليمن وسورية.
هذه الغزوات العسكرية التي بدأت لأول مرة مع أفغانستان والعراق في مطلع الألفية، كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين حوالي 6.4 تريليون دولار، ووفقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد تجاوزت الولايات المتحدة جميع دول العالم بإنفاق عسكري 731.8 مليار دولار في السنة المالية 2019 متجاوزة كثيرا من القوى العالمية الأخرى، وأدت التكاليف الباهظة للحرب وعدم جدوى الغزو العسكري إلى استياء واسع النطاق في الولايات المتحدة، والذي يقول الخبراء إنه قد يجبر الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي الجديد جون بايدن على إعادة ضبط سياستها الخارجية، وتحديد موعد انسحاب نهائي من أفغانستان، وهي أطول حرب أميركية على الإطلاق، وذلك بعد الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وأفغانستان. وكذلك الأمر في العراق، حيث شنت الولايات المتحدة غزوًا في عام 2003 بذريعة واهية لتدمير أسلحة الدمار الشامل.
Press tv