يبدو من خلال كرة التصعيد المتدحرجة، أننا أمام عناوين جديدة تعد لها إدارة بايدن، تستكمل من خلالها سياسة العدوان ودعم الإرهاب التي سارت عليها الإدارتان السابقتان”أوباما وترامب”، رغم كل النصائح الموجهة لهذه الإدارة – من قبل عدد من المسؤولين الأميركيين ممن ساهموا في رسم هذه السياسة وأقروا بفشلها لاحقاً- بضرورة العمل على تغيير نهج تعاطيها مع الحرب الإرهابية على سورية، إلا أن هذه الإدارة تعمد لجعل المرحلة القادمة أكثر حرارة لتكون بحجم لهيب كرة الإرهاب التي تقذفها يمنة وشمالاً، وطولاً وعرضاً، سواء من خلال عدوانها المباشر، أم من خلال الاعتداءات الصهيونية المتكررة، أو عبر الجرائم المرتكبة من قبل أذرعها الإرهابية “داعش وقسد”، إضافة لممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين.
الملاحظ أن إدارة بايدن، وحكومة العدو الصهيوني تطلقان الأكاذيب ذاتها لمحاولة تبرير اعتداءاتهما الغاشمة على الأراضي السورية، لإخفاء ماهية الاستراتيجية العدوانية الجديدة التي رسمتها دوائر القرار الصهيو- أميركي للمرحلة القادمة، والهادفة لإعادة ترميم المشروع الاستعماري المعد لسورية، الذي يراد من ورائه أن يكون مقدمة لتغيير خارطة المنطقة وإعادة رسمها من جديد، على قاعدة تثبيت الوجود الأميركي الاحتلالي لتأمين الحماية المستدامة لما يسمى أمن الكيان الصهيوني، ولمواصلة تهديد دول المنطقة، ومحاولة قطع خطوط التواصل بين دول محور المقاومة التي تشكل حائط السد المنيع أمام المخططات الصهيو-أميركية.
خلافاً لادعاءات بايدن حول نيته الجنوح نحو أسلوب الدبلوماسية في العلاقات الدولية، فإنه يتعمد جر المنطقة بأكملها نحو التصعيد، وبدل أن يأخذ بنصائح جيفري فيلتمان، وروبرت فورد، اللذين أقرا بفشل السياسة الأميركية في سورية، اختار أن يسترشد برسالة التحريض التي وجهها المدعو جيمس جيفري قبل نحو شهرين واعترف خلالها بأن الاستراتيجية الأميركية العدوانية تجاه الدولة السورية تهدف لمنعها من إعادة بسط سيطرتها على الأرض، وتقوم على أساس تكريس وجود الاحتلالين الأميركي والتركي لأجزاء من الأرض، والاستمرار بدعم الإرهاب، وحدد خلالها الأدوار القذرة المناطة بكل طرف من منظومة الإرهاب في المرحلة القادمة، وذكرهم بالاسم (أميركا – نظام أردوغان – الكيان الصهيوني- بريطانيا – فرنسا، إضافة لحلف الأطلسي)، وهي ذات الاستراتيجية التي تسير عليها الإدارة الأميركية الجديدة، ونلاحظ أن كل طرف يؤدي دوره الوظيفي تحت إشراف ورعاية إدارة الإرهاب الأميركية التي يقودها بايدن اليوم.
المستهجن هو هذا الصمت المطبق من قبل مجلس الأمن الدولي حيال الجرائم الأميركية والصهيونية المرتكبة بحق الشعب السوري، وغيابه الكامل عن كل ما يعانيه السوريون من ويلات ومآس بفعل الإرهاب الذي تمارسه منظومة العدوان وأدواتها ومرتزقتها على الأرض، فهو ما زال عاجزاً عن تنفيذ قراراته بشأن مكافحة الإرهاب، والاحتلالين الأميركي والتركي، والاعتداءات الصهيونية أعلى درجات الإرهاب، وهذا يطرح الكثير من الشكوك بمصداقية هذه المؤسسة الدولية وبنصوص ميثاقها الأممي، وبمدى جدواها، ويشير في الوقت ذاته إلى أن هذا المجلس قد تخلى عن مسؤولياته بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وبات مجرد أداة تعمل لخدمة الأجندات الأميركية والصهيونية والغربية.
من نبض الحدث- ناصر منذر